تعتبر الوِكالة الأمريكية للتنمية الدولية الكف الإنساني للولايات المتحدة، منذ بداية الستينيات، حيث تقدم المساعدة لمئات الملايين من البشر، في 130 دولة، وتقدم المساعدات للتقليل من مخاطر البيئة، والكوارث، وأمراض الإيدز، والملاريا وغيرها بميزانية كبيرة جدًا.
ولكن فجأة تم بتر هذا الكف الذي كان يصل عطاؤه إلى كل العالم، من خلال ملياردير التكنلوجيا إيلون ماسك، الذي وصفها إنها عبارة عن كرة من “الديدان”.
وإذا كان ترامب قد وصفَ مدراء المنظمة بالمجانين؛ فما هي إذن العقلانية التي تمنع مئات ملايين البشر من المساعدات؟!
بداية وهدف:
تأسست الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عام 1961 في عهد الرئيس جون كينيدي،
وهي الذراع الإنساني للحكومة الأمريكية، التي تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية بمختلف المجالات، منها الإغاثة في حالات الكوارث، والفقر، والبئية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الجوانب، كمكافحة الأمراض مثل الإيدز، والملاريا وتستهدف حوالي 130 دولة حول العالم وتقدم الخدمات والمساعدات لملايين البشر، من خلال توزيع عشرات المليارات سنويًا.
وتركز المنظمة بشكلٍ أكبر على الدول التي تعاني من أزمات كبيرة، مثل الصومال، وإثيوبيا، جمهورية الكنغو الدمقراطية، والأردن وغيرها من الدول، التي تواجه مشكلات اقتصادية.
ولكن مع هذا كله ظهر الملياردير (أغنى رجل بالعالم) إيلون ماسك، وامرَ بإغلاقها واصفًا إياها بـ”منظمة إجرامية”، وأنها “يجب أن تموت”، ووافقه الرئيس ترامب على هذا الأمر.
ترامب وماسك يجعلون الحكومة أفضل لأنفسهم وأسوأ للجميع:
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيرو، قد أعلن عن ضم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى إدارته وتم تعيينه مسؤولًا عنها، وقال إنه سيوقف “تمردها” على أجندة ترامب، بينما إيلون ماسك كان قد عمل على تعليق الحساب الرسمي للوكالة على منصة إكس،
التابعة له؛ وليس هذا فحسب بل أصبح الموقع الإلكتروني التابع للمنظمة خارج الخدمة!
هذه الخطوة لم تُعجِبْ الدمقراطيين، مثل تشاك شومر الذي قال أن أنشطة “وزارة الكفاءة الحكومية” (“دوج” اختصارًا)؛ والتي أعلن ترامب بإنشاءها بقيادة ماسك وراماسوامي، أن ليس لديها سلطة اتخاذ قرارات الإنفاق.
فيما قالت السيناتور إليزابيث وارن، أن” دونالد ترامب وأصدقاؤه المليارديرات، يريدون الاستيلاء على
الحكومة، لجعلها أفضل لأنفسهم، وأسوأ للجميع.
إغلاق يفتح باب المخاطر:
تقدم وكالة (USAID) خدمات ومساعدات إنسانية في جوانب متعددة، وبالتالي، فإن قرار إغلاقها يعني إنه سيفتح أبواب المخاطر خصوصًا تلك المُتعلقه في البيئة، والفقر، بالإضافة إلى المجال التقني.
وتدير هذه الوكالة ميزانية تصل إلى 42.8 مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية والتنموية في أنحاء العالم، ففي عام 2023، بلغ حجم إنفاق المساعدات الأمريكية، 68 مليار دولار، منها 40 مليار، لهذه الوكالة التي تستهدف مئات الملايين من البشر في 130 دولة، ويعمل فيها أكثر من 10 آلاف موظف.
ويبقى السؤال: ما هي التحديات التي ستواجه العالم مع ازدياد الفقر وتراجع المساعدات الإنسانية؟
✍️فريق تحرير كوليس
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

