يخوض الفنان فضل شاكر اليوم واحدة من أكثر المحطات حساسية في حياته، بعد مثوله أمام القضاء اللبناني في جلسة تمهيدية على خلفية اتهامات عدّة، من بينها “تشكيل عصابة مسلّحة”. وبينما يتابع الرأي العام القضية بحدة وانقسام، يبقى فضل بالنسبة لجمهور واسع إنساناً قبل أن يكون اسماً في نشرات الأخبار أو عنواناً في سجلات المحاكم.
فضل شاكر ليس رجلاً خرج من قلب الرفاه، بل من طفولة صعبة حملت آثارها على صوته، عاطفته، وحضوره الفني. كثيرون يعرفون الفنان، لكن قِلّة تعرف الطفل الذي عانى الفقر والقهر وعاش الظلم مبكراً قبل أن يقف يوماً على أكبر المسارح العربية. وحين اندلعت المأساة في سوريا، خاصة مع صور الأطفال تحت الأنقاض، انفجرت جراح قديمة في داخله؛ جراح الطفل الذي كان يوماً يشبههم، يشعر بما شعروا به، ويتألّم كما تألّموا. لم يتحرك بدافع أيديولوجيا بل بدافع إنسان مجروح رأى طفولته تتكرر أمامه على شاشات العالم.
لذلك، فإن تحميل مواقفه كلّها صفة “الإرهاب” هو ظلم للحقيقة قبل أن يكون ظلماً للرجل. قد نختلف سياسياً، نعم، لكن لا يجوز إنكار أن فضل انطلق من موقف عاطفي وإنساني لا من مشروع دموي أو دماغ تنظيمي. هناك من التقط آلامه وتحمّسه واستغل انفعاله، فتحوّل مسار حياته إلى نفق طويل، لكنه لم يكن يوماً قاتلاً، ولم تلطّخ يديه بدماء الأبرياء. وحتى اللحظة، لا يزال القضاء نفسه عاجزاً عن تقديم حكم قطعي يضع النقاط على الحروف.
اليوم، في هذه الجلسة القضائية، يحتاج فضل شاكر إلى عدالة هادئة، لا عدالة مشحونة، وإلى قضاء يسمع، لا قضاء يُصدر أحكاماً مسبقة. هناك فارق بين من حمل السلاح لقتل، وبين من صرخ غاضباً لأنه رأى أطفالاً يُقتلون دون أن يسمع العالم صوتهم.
فضل شاكر فنان أخطأ في خياراته، لكنه لم يفقد إنسانيته. والجمهور الذي أحبه بصوته يعرف أن خلف هذا الملف المعقد إنساناً هشّاً، حساساً، لم تحتمله السياسة ولم يرحمه القدر. فهل يمنحه القضاء فرصة العودة، أم يُكتب على صوته أن يبقى حبيس الماضي إلى الأبد؟
اقرأ أيضًا: القضاء اللبناني يحدد موعد استجواب فضل شاكر بعد تسليمه نفسه؟
ليما الملا
@alarabiya القضاء اللبناني يستجوب الفنان فضل شاكر في جلسة تمهيدية على خلفية اتهامات عديدة تشمل “تشكيل عصابة مسلّحة” #قناة_العربية
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

