دخلت النجمة الأميركية بيونسيه مرحلة مفصلية في مسيرتها، بعد أن أصبحت رسميًا ضمن نادي المليارديرات، في إنجاز يتجاوز حدود الشهرة والنجاح الفني ليصل إلى بناء ثروة مستدامة قائمة على التخطيط، الإدارة، وتعدد مصادر الدخل.
هذا التحول يفتح بابًا أوسع للنقاش: هل النجاح المالي حكر على الغرب؟ أم أن الساحة العربية تملك فنانات يستحققن التتويج ذاته لو أُتيحت لهن الأدوات والفرص نفسها؟
بيونسيه… عندما يتحول الفن إلى منظومة اقتصادية
لم تصل بيونسيه إلى المليار عبر ضربة حظ أو نجاح عابر، بل عبر مسار طويل بدأ من الموسيقى، وتوسّع إلى الجولات العالمية، الإنتاج، الحقوق الفكرية، الأفلام الوثائقية، والعقود التجارية المدروسة.
ما ميّز تجربتها أنها لم تكتفِ بالعائد اللحظي، بل بنت نموذجًا قائمًا على السيطرة على الحقوق، والاستثمار طويل الأمد، وتحويل الاسم الفني إلى علامة تجارية عالمية.
جولاتها الضخمة، وألبوماتها المتجددة، وخياراتها الجريئة في تغيير الأنماط الموسيقية، كلها كانت أدوات مدروسة لتوسيع القاعدة الجماهيرية وتعظيم الإيرادات، لا مجرد قرارات فنية.
الإدارة… السر الذي يصنع الفارق
أحد أهم مفاتيح هذا النجاح كان امتلاكها شركة تدير من خلالها كل تفاصيل أعمالها، من الإنتاج إلى التوزيع والتسويق.
هذا القرار حوّلها من فنانة ناجحة إلى صاحبة قرار، ومن نجمة إلى سيدة أعمال تعرف متى تغامر، ومتى تحافظ على مكتسباتها.
هذا النموذج يطرح سؤالًا مباشرًا على المشهد العربي: كم فنانة تملك اليوم سيطرة حقيقية على حقوقها وأعمالها؟ وكم موهبة ما زالت رهينة العقود والوسيط؟

الفنانات العربيات… نجاح فني بلا تتويج اقتصادي؟
في العالم العربي، لا تقل الموهبة ولا الحضور ولا الشعبية. هناك فنانات تصدّرن المشهد لعقود، وحققن جماهيرية عابرة للحدود، وبصمة واضحة في الموسيقى والدراما والمسرح.
بعضهن استطعن بناء أسماء قوية، والحفاظ على استمرارية نادرة، والتأثير في أجيال كاملة.
لكن الفارق هو غالبًا في البنية المحيطة:
-سوق أقل تنظيمًا
-ضعف الاستثمار في الحقوق الفكرية
-غياب نماذج الإدارة المستقلة
-وهيمنة الإنتاج التقليدي على القرار الفني والمالي
ورغم ذلك، ظهرت محاولات فردية لفنانات عربيات نجحن في إدارة مسيرتهن بذكاء، وتنويع حضورهن بين الفن والإعلان وريادة الأعمال، ما يجعلهن مرشحات حقيقيات للتتويج، لو توافرت بيئة داعمة مماثلة.
من يستحق التتويج؟ المعيار تغيّر
لم يعد التتويج اليوم مرتبطًا بعدد الأغاني الناجحة فقط، بل بالقدرة على:
-الاستمرار دون استنزاف
-حماية الحقوق الفنية
-تحويل النجاح الجماهيري إلى قيمة اقتصادية
-بناء اسم تجاري متماسك لا تهزّه التحولات
بهذا المعنى، التتويج ليس لقبًا يمنح، بل مسار يُبنى.
بيونسيه كنموذج… لا كاستثناء
قصة بيونسيه ليست حكاية نجمة واحدة، بل دليل على ما يمكن أن يصنعه الفن حين يُدار بعقلية استراتيجية. وهي في الوقت نفسه مرآة تعكس حجم الإمكانات غير المستثمرة في العالم العربي، حيث الموهبة حاضرة، لكن الطريق إلى التتويج الاقتصادي ما زال مليئًا بالعوائق.

أرقام نجمات عربية
أما في الوطن العربي، فقد تخطت ملكة الإحساس الفنانة إليسا على منصة أنغامي المليار استماع 2025 لتكون أول نجمة عربية تحقق هذا الرقم.
أما الفنانة نانسي، فقد سجلت نجاحات عدة وذلك من خلال حفلاتها العالمية، وكانت قد أطلقت ألبوم Nancy11، الألبوم الذي أحبه الجمهور بكل تفاصيله وأغانيه.
ولا ننسى النجمة الصاعدة الفنانة بيسان إسماعيل، التي اختتمت هذا العام بأغنية “نجمة”.
بيسان إسماعيل حققت أرقامًا قياسية أبرزها أغنية “خطية” التي حققت أكثر من مائة مليون مشاهدة على يوتيوب.
الخلاصة
النجاح الفني وحده لم يعد كافيًا. التتويج الحقيقي اليوم هو القدرة على تحويل الإبداع إلى مشروع مستدام، والموهبة إلى قوة اقتصادية. وبينما دخلت بيونسيه نادي المليارديرات، يبقى السؤال مفتوحًا:
من الفنانة العربية التي تملك كل المقومات لتكون الاسم العربي التالي في هذا النادي… لو أُعيد رسم قواعد اللعبة؟
اقرأ أيضًا: ثروة بيونسيه تتجاوز هذا الرقم وتدخل نادي المليارديرات
ليما الملا

منصّة كوليس منصة إخبارية فنية إجتماعية عربية مستقلة

