يبدو أن قمة ترامب – بوتين في أنكوريج لم تقتصر على الخطابات الرسمية والمصافحات، بل تحولت إلى ما يشبه مسرحية كوميدية، ويرجع ذلك إلى أوراق حكومية تحمل ختم وزارة الخارجية الأميركية، وُجدت ملقاة ببراءة في طابعة عامة داخل فندق أربع نجوم. نعم، أوراق سرية في فندق… لا في غرفة مغلقة ولا خزنة محصنة، بل بجانب أي سائح يبحث عن طباعة بطاقة الصعود للطائرة!
الأوراق تضمنت كل شيء تقريبًا: مواقع الاجتماعات داخل القاعدة العسكرية، أرقام هواتف موظفي الدولة، وحتى الطريقة الصحيحة لنطق “بوتين” (POO-tihn). وكأن الإدارة الأميركية تخشى أن يلفظ الرئيس اسمه خطأ أكثر مما تخشى تسريب أسرارها. أما المفاجأة الكبرى، فكانت “الهدية الرمزية”: تمثال لنسر أميركي، هدية أقرب إلى تذكار سياحي منها إلى دبلوماسية رفيعة المستوى.

وبينما انشغل العالم بتوقع نتائج القمة، كشفت الصفحات 6 و7 تفاصيل أكثر أهمية: قائمة الطعام! سلطة خضراء، ستيك فيليه، و”هاليبوت أولمبيا”، وختامًا بـ”كرِيم بروليه”. وليكتمل المشهد، جلس ترامب وبوتين متقابلين كما لو كانا في عشاء عائلي مرتب بعناية… لولا أن الغداء ألغي في اللحظة الأخيرة.
المضحك المبكي أن البيت الأبيض وصف هذه الأوراق بأنها مجرد “قائمة غداء متعددة الصفحات”، في حين يراها خبراء الأمن القومي دليلًا صارخًا على “سذاجة بيروقراطية” قد تجعل أي جهاز طباعة جزءًا من منظومة التسريبات الأميركية.
فهل نحن أمام قمة تاريخية أم مجرد مطعم خمس نجوم بفواتير مؤجلة؟ وهل الأمن القومي الأميركي اليوم يدار من قاعات المؤتمرات… أم من الطابعات العامة؟
اقرأ أيضًا: “المرة الجاية في موسكو” قمة ترامب وبوتين… كوميديا سياسية من قلب ألاسكا
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

