أحدثت لائحة الاتهام الصادرة ضد مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون صدمة في الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن، بعد الكشف عن أنه شارك أكثر من ألف صفحة من المعلومات المصنفة “شديدة الحساسية”، تتعلق بالدفاع الوطني الأمريكي.
الأخطر أن بعض هذه البيانات تم إرسالها في رسائل إلكترونية إلى أقربائه على شكل “مذكرات يومية”، وهو ما يثير تساؤلات عميقة حول حدود المسؤولية الأخلاقية والأمنية للمسؤولين السابقين.
تداعيات هذه القضية تتجاوز بولتون كشخصية مثيرة للجدل، لتصل إلى جوهر الثقة في آليات حماية الأسرار الوطنية.
فالرجل الذي كان أحد أهم صقور الإدارة الأمريكية، والمتحدث باسم سياسة الردع والسرية، أصبح اليوم نموذجًا لخلل وظيفي داخلي في منظومة ضبط المعلومات.
سياسيًا، ستمنح هذه القضية خصوم الحزب الجمهوري مادة دسمة للطعن في نزاهة رموزه، خصوصًا في عام انتخابي محتدم.
أما على المستوى المؤسساتي، فقد تدفع الإدارة الأمريكية إلى تشديد الرقابة على المسؤولين السابقين، وربما إعادة النظر في قواعد الاطلاع على الوثائق بعد مغادرة المناصب الحساسة.
كما أن تسريب المعلومات في سياق “سرد شخصي” يؤكد إشكالية ثقافية في التعامل مع السلطة والذاكرة؛ إذ تختلط الرغبة في التوثيق الذاتي بخرق الواجب الأمني.
في النهاية، تبدو قضية بولتون اختبارًا جديدًا لتوازن دقيق بين حرية التعبير وواجب الصمت، وبين ذاكرة الفرد وأسرار الدولة.
اقرأ أيضًا: بوتشيلي في المكتب البيضاوي.. والسياسة على النوتة الخطأ
ليما الملا