عندما رأيت اليوم الملك تشارلز والملكة كاميلا يوزعان تمور رمضان على المسلمين، أدركت حينها أننا قد نختلف في الأفكار، الألوان، الآراء، والعقيدة، بل وقد نختلف في الدين نفسه، ولكن قد نتفق في الإنسانية التي يودعها الله في كافة خلقه.
يُقال: الاختلاف سُنّة الحياة، وهذا صحيح؛ لولا الاختلاف والتنوع لما تطورنا وتقدمنا، ولكن يجب ألا يفسد الاختلاف للود قضية.
هناك نماذج كثيرة بين العلماء مثل أينشتاين وآخرين من الذين أسهموا في تطوير العلم بنظرياتهم وقدموا إنجازات نافعة للبشرية.
وتجنبًا للإسهاب، فإن الشيء الذي يتفق عليه الجميع هو الفطرة والإنسانية التي أودعها الله في خلقه، ولكن هناك من تغلب عليه صفة الشيطانية فينحرف.
الله قد فطر البشرية بأجمعها، الأسود والأبيض، المسلم والكافر، في كل الأديان، على نحو يجعل الكون سالمًا، والدنيا جميلة، والحياة حلوة.
الله لم يخلق قلبًا خاليًا من الرحمة، ولكن الإنسان قد يسلك دروب القسوة. هكذا يُغَيّر ذاته فيميل عما هو نافع له ولغيره.
فالإنسانية، والروح المرحة، والطيبة هي هبة من الله يجب أن يحافظ الإنسان عليها بالتعاون، البر، الصدق، والرحمة.
هذا هو الملك تشارلز والملكة كاميلا يوزعان تمور رمضان، ليعطونا رسالة مضمونها: يجب أن يكون الإحساس حاضرًا في شهر الخير، وليتفقد كل منا أصدقاءه وجيرانه، وليكن العطاء بطريقة راقية لا تشعر الشخص الذي تعطيه بالحرج.
أنور العواضي