التسامح عند سبنسر كوكس… والانقسام عند راغب علامة وفضل شاكر
في أميركا، وسط صخب السياسة وانقسامها، خرج حاكم يوتا سبنسر كوكس بخطاب بدا وكأنه من زمن آخر. لم يرفع صوته ليكسب جولة انتخابية، بل رفع قيمة إنسانية كادت أن تضيع: التسامح. سأل شعبه بصدق: “هل نحن أمام نهاية فصل مظلم في تاريخنا، أم بداية لفصل جديد؟”.
سبنسر كوكس
ثم استحضر وصيةً قال إنه تعلّمها من تشارلي كيرك: “سامحوا أعداءكم دائمًا، فلا شيء يزعجهم أكثر من ذلك.”
كوكس لم يكن يقدّم درسًا في السياسة، بل في الحياة ذاتها. فهو يذكّرنا أن الغفران قوة، وأن الرحمة ليست ضعفًا، بل سلاحًا أعمق من أي خطاب صاخب أو انقسام حزبي.
مرآة لواقعنا العربي
لكن حين نلتفت إلى عالمنا العربي، تصدمنا المرآة. الانقسامات عندنا لم تكتفِ بالسياسة، بل تسلّلت حتى إلى الفن، الذي وُجد أصلًا ليكون مساحة للراحة والجمال. الخلاف بين راغب علامة وفضل شاكر تحوّل إلى معسكرات متصارعة من فنانين وجماهير. وصار الفن، الذي كان يومًا لغة القلوب، حلبة صراع لا تقل قبحًا عن السياسة.
الدرس الذي نحتاجه
بين كوكس الذي يجرؤ على وضع الرحمة في قلب السياسة، وواقعنا العربي الذي يُحوّل حتى الفن إلى ساحة حرب، يظهر الفرق بوضوح. هناك، قائد يحاول أن يعيد صياغة معنى القيادة في زمن الانقسام. وهنا، شعوب وفنانون يضيعون في دوامة “مع وضد”.
ربما آن الأوان أن نتعلّم: أن التسامح ليس خيار الضعفاء، بل قوة الكبار. وأن الغفران، كما قال كوكس، يُربك الأعداء أكثر مما تفعل الكراهية. فهل نمتلك نحن شجاعة أن نجعل من التسامح مبدأ، لا شعارًا؟
اقرأ أيضًا: تصريح راغب علامة يشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. ماذا قال فيه؟
ليما الملا