"الطفل الباكي" اللوحة المظلومة وأسرارٌ قد لا تعرفونها عنها!
لوحة الطفل الباكي

“الطفل الباكي” اللوحة المظلومة وأسرارٌ قد لا تعرفونها عنها!

من منا لا يعرف لوحة “الطفل الباكي” والتي هي واحدة من الأعمال الفنية الشهيرة التي أبدعها الفنان الإيطالي جيوفاني براغولين، المعروف أيضًا باسم برونو أماديو.

قصة اللوحة

تُظهر هذه اللوحة طفلاً يذرف الدموع، كان الرسّام الإيطالي جيوفاني براغولين يعيش أحداثًا غامضة مع طفل صغير يبدو وكأنه وُلد من حزن شديد.

اقرأ: لوحة أغلى موزة في العالم بيعت بهذا السعر الخياليّ: ما سرّها الفنيّ؟! – فيديو

في وقت متأخر من الليل، سمع براغولين نحيب الطفل تحت نافذته. عندما أطل براغولين برأسه من الشباك، وجد الطفل جالسًا هناك، غارقًا في دموعه.

صمت الطفل

أخذ براغولين الطفل إلى مرسمه، محاولًا تهدئته، ولكن دون جدوى؛ فالطفل لم ينبس بكلمة واستمر في البكاء بصمت.
اقرأ: ابنة رجاء الجداوي تعثر على لوحة والدتها المسروقة والفاعل؟! – صورة

وجه الطفل الحزين حفّز براغولين لرسم بورتريه للصغير، الذي غادر المرسم بمجرد أن انتهى الرسام، ومضى يومذاك وبراغولين يتبعه حتى غاب عن النظر وكأنه كان يعرف أين يذهب.

لكن هذا لم يكن سوى بداية القصة. فتكرر المشهد ذاته بعد بضعة أيام، حيث عاد الطفل يبكي مرة أخرى أسفل مرسم براغولين في وقت متأخر من الليل.

دعاه الفنان إلى الداخل، محاولًا فهم سبب نحيبه ومكان أهله، لكن بلا جدوى؛ إذ استمر الطفل بذرف الدموع بصمت، جالسًا أمام براغولين الذي لم يجد سوى الرسم مرة أخرى للتعبير عن لغز هذا الطفل الحزين.

هذه اللقاءات الغامضة والأحداث الغريبة، التي تغمرها مشاعر مختلطة من التعاطف والفضول، قد ألهمت سلسلة لوحات “الطفل الباكي” لبراغولين، لتصبح لاحقًا واحدة من أكثر الأعمال شهرة وإثارة للجدل في عالم الفن.

حقيقة ارتباط اللوحة بالحرائق؟!

اللوحة التي اشتهرت لاحقًا بفعل الأقاويل التي ربطتها بالحرائق الغامضة في المنازل البريطانية، وانتشرت بشكل واسع منذ الخمسينيات. في سبتمبر 1985، ظهرت قصة صحيفة بريطانية تدعي أن هذه اللوحة كانت تُوجد بشكل غير محترق في العديد من المنازل المحترقة.

زعمت القصة أن رجال الإطفاء تجنبوا وضع اللوحة في منازلهم، ولكن في 2007، أكد د. ديفيد كلارك أن تلك القصة كانت مجرد فرقعة صحفية.

لوحة ظلمها النقاد

تحمل لوحة “الطفل الباكي” مفهوم “الكيتش”، الذي يُشير للأعمال التي تثير العواطف بشكل مفرط وتجتذب اهتمام الناس، لكنها قد تفتقر للاحترام من النقاد.

يعبر الكاتب ميلان كونديرا في رواية “الخفة غير المحتملة للوجود” عن هذه الفكرة، مشيرًا إلى كيفية سيطرة المشاعر على العقل أحيانًا. يسلط هذا الضوء على أهمية النقد الفعلي في تقييم الفن وقدرتنا على التعامل مع مفاهيم الحياة بتوازن بين العاطفة والعقل.

ومن هنا، يبقى التساؤل حول دور الذوق والجمال الحقيقي في حياتنا اليومية وما نقتنيه في منازلنا.

ليما الملا