في عالم القضاء والعدالة، يظل القاضي الذي يجمع بين الحكمة والإنسانية والتفهم هو الأمثل والذي يحقق العدالة والتأثير الإيجابي على الحياة الشخصية للمتورطين في جرائم هم ضحايا فيها مثل تعاطي المخدرات. وفي هذا السياق، نجد أن القاضي الحكيم في الكويت الذي أطلق سراح شابين في قضية التعاطي ليس فقط قاضيًا، بل هو مثال للتعامل الإنساني مع المتهمين.
حينما خلت محكمة الجنايات سبيل الشابين اللذين في بداية حياتهما، قدم القاضي لهما أكثر من مجرد فرصة، بل قدم لهما بوابة للتغيير والتحسن. بعباراته الواعية “تعطوني وعد ما أشوفكم بالمحاكم مرة ثانية وهذي الفرصة لن تتكرر”، أظهر القاضي تفهمه الكبير لظروف الشباب وإيمانه بقدرتهم على التغيير.
ما يجعل هذه الواقعة فريدة هو تفهم القاضي العميق للقضية وإعطاء فرصة للمتهمين للتحسن والتغيير. إن رؤية القاضي الحكيم للعدل تتجاوز مجرد فرض العقوبة، بل تتجه نحو خلق بيئة تسمح للأفراد بالنمو والتطور. هذا التفكير لا يقلل من جدية الجريمة، بل ينظر إلى الأشخاص والظروف التي دفعتهم إلى ارتكابها.
من المهم أيضًا أن نؤكد على أن التصريحات التي أدلى بها هذا القاضي تعكس توجيهه الحكيم للشباب نحو الحياة الصحيحة وتجنب المخاطر. بدلاً من إدانة وتجريم الشباب، وقف القاضي بجانبهم وقدم لهم فرصة لتصحيح مساراتهم.
بفضل هذا التصرف الإنساني والحكيم، تمكن القاضي من تحفيز الشابين على التفكير بجدية في تغيير حياتهم وتجنب الوقوع مجددًا في أخطاء الماضي. فرصة للتحسن والنمو هذا ما قدمه القاضي بشكل لا يُقدّر بثمن.
هذه الواقعة هي بمثابة مصدر لإعادة النظر للقضاة الآخرين، فيما يتعلق بقضايا تعاطي المخدرات واعتبار هؤلاء كمرضى وليس كمجرمين، حيث يُظهر القاضي الحكيم بأفعاله كيف يمكن للعدالة أن تكون ذات تأثير إنساني عميق. فقد أثبت أن تحقيق العدالة لا يتطلب فقط تنفيذ القانون بل يتطلب أيضًا فهم الظروف الإنسانية وإمكانية التغيير.
القاضي الحكيم قدم مثالاً رائعاً على كيفية استخدام القضاء كوسيلة للتغيير الإيجابي في حياة الأفراد. عندما يكون القاضي قادراً على رؤية الإنسان وراء الجريمة وتقديم الفرص للتغيير، يمكنه أن يصبح وكيلاً للأمل والفرصة في دور القضاء، وبالتالي يكون محققاً لمستقبل أفضل للمجتمع بأسره.
فلنشكر ونحتفي بمثل هذه الشخصيات القضائية التي تدفع باتجاه إعطاء فرص للشباب لتحقيق التحسن والتغيير. فهي أمثلة مبهجة على تحول النظرة إلى العدالة ودورها في تشجيع وبناء المجتمع.
ليما راشد حمد الملا