تخيلوا معي لو كان لدينا لقاء مباشر بين دونالد ترامب و زهران ممداني. ما الذي سيحدث؟ سيكون من الرائع أن نشاهد هذا التباين الفكاهي بين الزعيم دونالد المعروف بآرائه الغريبة، والناشط القوي المدافع عن العدالة الاجتماعية.
ترامب، بأسلوبه الرشيق والملون، قد يدخل المناظرة ذاهبًا في رحلة إلى عالم يعتقد فيه أن المال هو أفضل صديق له. “الأغنياء هم محرك النمو، أليس كذلك؟” قد يصرخ ترامب بشغف. في نظره، أن تكون غنيًا يعني أن لديك القدرة على بناء إمبراطورية، فأنت “الأفضل”، “الأذكى”، و”الأكثر تألقًا”.
ولا مانع لديه من القول إنه جاء ليعيد اختراع أمريكا كأمة تضم الأغنياء فقط، حيث يُعتبر النجاح مقياسًا لقيمة الشخص.

من جهة أخرى، سيظهر زهران ممداني، وهو ينطلق من خلفية أكثر جماهيرية. برؤيته المتجذرة في العدالة الاجتماعية، وفي تناغم مع أفكار بيرني ساندرز؛ سيتحدث بوضوح عن ضرورة إعادة توزيع الثروات.
“لماذا يجب أن نترك مجموعة صغيرة من الناس تستحوذ على كل شيء بينما يعاني الآخرون؟” قد يسأل ممداني بلهجة حماسية. في نظره، الغنى لا يعني القوة، بل يأتي مع مسؤولية اجتماعية.
الاشتراكية أم الاشتراكية الديمقراطية؟
يميل ممداني إلى تصنيفه كـ “اشتراكي ديمقراطي”، وهو المصطلح الذي يعني توازنًا دقيقًا بين الرغبة في العدالة الاجتماعية والاحترام للنظام الديمقراطي.
بينما قد ينظر البعض إلى هذا على أنه رأي اشتراكي، يوضح ممداني أن الفكرة ليست في إلغاء الأموال، بل في ضمان العيش الكريم للجميع.

اقرأ أيضًا: هل تُعزز تصريحات ترامب الانقسام في أمريكا؟
بالمقابل، سيحتفل ترامب من داخل قصره الذهبي بكونه “الشخص الوحيد الذي يحارب من أجل الأغنياء”. إن تصوره للنجاح يأتي من فكرة أن الأغنياء هم الذين يحركون الاقتصاد، وفي هذا العالم، يبدو أن كل شيء يسير على ما يرام.
ختام المناظرة
بينما يقع النقاش في دوامة من الفكاهة، يمكن أن نجد أن الآراء تختلف، لكن النتيجة واحدة: اتحاد غير عادي من الفكاهة والمشاعر القوية.
بينما يبقى ترامب متمسكًا برؤيته حول أهمية الأغنياء، فإنه يحظى بجمهور كبير يتفق معه، بينما يسجل ممداني نقاطًا من خلال الحديث عن حقوق الجميع.
في نهاية المطاف، لن تحل المناظرة أي قضايا، لكنها ستترك للجمهور ذكريات طريفة ومفيدة. وفي عالم يسوده الظلم وعدم المساواة، يبقى الضحك مادة النور وسط الظلام، حيث يمكن للجميع الاستفادة من هذا الحوار الغريب.
ألم نقل إن الحياة مليئة بالمفاجآت، حتى لو كانت تلك المفاجآت تتعلق بالرؤساء والنشطاء؟
ليما الملا