الوليد الحلاني يعزف” بلا ولا شيء” ويذكِّرنا بعبقرية زياد الرحباني بطريقته الخاصة
في وصف دقيق لمشاعر الحب والوفاء، غنى الفنان الشاب الوليد الحلاني أغنية “بلا ولا شي” عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي من كلمات وألحان الفيلسوف الموسيقي الراحل زياد الرحباني التي صدرت عام 1985.
فبعد رحيل عبقري الفن والموسيقى زياد الرحباني، الذي بذل جهودًا كبيرة لتسليط الضوء على تدهور الأوضاع المعيشية في لبنان، يسعى الجميع بكل حب ووفاء لترديد مقولاته وأغانيه والتحدث عن إنجازاته. ورغم قوة كلماته الساخرة، لا تزال الظروف كما هي، ولم تنجح محاولاته في إحداث تغيير.
غنى الشاب الوليد “بلا ولاشي”، ربما ليذكرنا بأن هدف الراحل كان وطنًا مثاليًا ومواطنًا واعيًا، بينما تواجه البلاد تحديات هائلة، حيث تتأرجح الأوضاع بين الأمل والواقع المعيشي الصعب. فهل سيؤدي صدى كلمات وألحان الراحل إلى تغيير الواقع؟
تتحدث كلمات الأغنية عن الحب الخالي من الماديات، مبرهنةً أن العلاقة الحقيقية لا تستند إلى الثروات أو المظاهر. من خلال مقاطعها، يُعبر الراحل زياد الرحباني عن أن الحب يستحق العيش ببساطته، حيث يقول:
بلا ولا شي
بحبك
بلا ولا شي
ولا فيه بها الحب مصاري
ولا ممكن فيه ليرات
ولا ممكن فيه أراضي
ولا فيه مجوهرات
تسقط هذه الكلمات كحجر في بركة من الماء، لتثير الاهتمام والتساؤلات حول احتياجنا إلى الحب الصافي في حياتنا، بعيدًا عن المتطلبات المادية التي تستهلكنا وتلهينا عن المضمون.
الوليد الحلاني، بمجرد أن غنى هذه الأغنية، نقل الجمهور في رحلة إلى عالم الراحل زياد الرحباني. بشغفه وإحساسه العالي، بدا وكأنه يخاطب الراحل مباشرة، ليشير إلى أن الوضع في المجتمع لا يزال كما هو، ولكن الأهم هو أن يبقى الوفاء والحب مستمرين على الرغم من الأزمات.
يؤكد هذا الشعور روح الأغنية التي تدعو الجميع إلى التفكير في المعاني الحقيقية للعلاقات الإنسانية بعيدا عن الأمور المادية.
الإحساس والتعبير الفني
في أدائه، لم يستطع الفنان الوليد الحلاني أن يخفي مشاعره، وهذا جعل سقف الصوت يتخلل قلوب المستمعين.
فكلمة “بلا” تحولت في صوته إلى دعوة للتفكير والتأمل، ولتذكير الجميع بأن الجمال الحقيقي يكون عادة في بساطة المشاعر، وليس في الزينة أو المال.
وعبارة “تعي نقعد بالفي، مش لحدا هالفي” تترجم أهمية الاستمتاع بلحظات حب حقيقية، بعيدًا عن التحديات الاجتماعية.
لذا، لم تكن الأغنية مجرد عرض فني، بل كانت بمثابة تلخيص للحياة، لتؤكد أن الشيء الأكثر قيمة لا يُقاس بالمال أو الممتلكات، بل بالحب والمشاعر الحقيقية التي تربط القلوب.
أغنية “بلا ولا شي” تمثل حقًا استحضارًا لذكريات الراحل زياد الرحباني، كما تؤكد واقع الحب والوفاء، وتعبّر عن الفخر بتلك القيم الخالدة التي لا تغيب مع الزمن.
اقرأ أيضًا: الوليد الحلاني يكشف عن جانب إنساني مؤثر مع كلبه الأكيتا
بأدائه الرائع، يذكرنا الوليد الحلاني بأن الأمل والحب هما الركيزتان اللتان يمكنهما إعادة بناء الحياة، حتى في أصعب الأوقات.
يعبر الفنان الوليد عن حزنه لفقدان شخص ترك بصمة كبيرة في حياته وحياتنا جميعاً، وكأنه يقول له: حتى لو رحلت، فإن روحك باقية معنا.
ليما الملا
