مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2024، الذي يُفترض أن يكون منصة لتكريم الإبداعات السينمائية، تحول إلى مشهد مألوف من الدراما التي تُسيطر على الوسط الفني العربي. كما نرى في وطننا العربي، تكون الأولوية للمشاكل الشخصية والفوضى حتى أنها تكون اهم من الجوهر الفني.
ظواهر مثل التنافس غير الصحي، الاهتمام الزائد بالأمور الشخصية والفضائح بدلاً من الاحترافية، تكرار المشاهد الدرامية في الحياة الواقعية، أصبحت سمة بارزة في الأوساط الفنية. في فينيسيا، تأتي الدراما الحقيقية من براد بيت وصديقته إينيس دي رامون اللذان ظهرا سوياً لأول مرة في عرض فيلم “Wolfs”. ومع ذلك، الحدث الاهم كان تجنب مواجهة مع أنجلينا جولي، الزوجة السابقة لبيت، والتي حضرت أيضًا لتقديم فيلمها الجديد “Maria”.
تقرير Page Six وضح بالتفصيل كيف اتخذ منظمو المهرجان تدابير استثنائية لمنع لقاء بين الزوجين المتخاصمين، الذين يخوضان معركة طلاق صعبة، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة لتجنب هذه المواجهة طغت في الأهمية على التكريم السينمائي. هل أصبح مهرجان فينيسيا شبيهًا ببعض المهرجانات العربية التي تهتم بالفضائح والجدل والترند وغيرها من الأمور الجانبية بدلاً من الفن ذاته؟ يبدو أن الهدف الأساسي لتكريم الإنجازات السينمائية قد ضاع بسبب الدراما الشخصية.
إذا كنا ننتقد هذا المشهد في فينيسيا، فعلينا أن نواجه حقيقة أن بعض مهرجاناتنا الفنية في الوطن العربي لا تختلف كثيرًا؛ حيث تتبدل الأضواء عن جوهر الإبداع إلى الصراعات والفضائح الشخصية التي تسرق الأضواء وتوهم الجمهور بأن هذا هو الواقع الفني.
اقرأ بالإنجليزية: Brad Pitt Debuts with Girlfriend Ines de Ramon at Venice Film Festival! – photo
من الضروري أن ننظر في موقف أنجلينا جولي وكيفية التعامل معه. فقد وجدت نفسها في وضع صعب للغاية. التمييز بين الاحترافية واحترام الفن وبين الفضائح الشخصية يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث تؤدي الفضائح إلى إفساد الإبداع الحقيقي. يجب أن نسأل أنفسنا: هل هذه الثقافة التي تركز على الفضائح هي ما نريد أن نتركه للأجيال القادمة في عالم الفن؟ أم أنه من الأفضل أن نحتفل بالفن كمادة هامة ضمن العلوم الإنسانية؟
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

