ترامب في الأمم المتحدة: بين “الخطاب التاريخي” و”الكوميديا السوداء”
ترامب

ترامب تحت المجهر هل حان وقت التشكيك في قدراته الذهنية؟

تصريحات متقلبة، روايات غير دقيقة، وانحرافات مفاجئة عن صلب الموضوع… مشهد يتكرر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة، ويثير جدلاً متصاعداً حول قدراته الذهنية مع اقترابه من سن الثمانين.

خلال زياراته واجتماعاته الأخيرة، انتقل ترامب فجأة من مناقشة ملف الهجرة إلى الهجوم على طواحين الهواء، مدعياً أنها تقتل الحيتان وتشوه المناظر الطبيعية. وفي مناسبة أخرى، روى بحماس أن عمه كان أستاذاً لـ”مفجر الجامعات” في معهد MIT، رغم أن ذلك مستحيل زمنياً وواقعياً.

في لقطة تبدو وكأنها مشهد من فيلم كوميدي سياسي، قرر دونالد ترامب أن يعتلي سطح البيت الأبيض ليتفقد موقع مشروع قاعة احتفالات جديدة، وكأن البحث عن موقع مثالي للحفلات أهم من كل الملفات الساخنة على مكتبه.

ولم يكتفِ بالمشاهدة، بل حوّل الموقف إلى مؤتمر صحفي مرتجل، معلناً بفخر: “أنفق أموالي من أجل الوطن”، وكأنه يموّل مهمة فضائية لا مجرد قاعة.

وبالطبع ذكّر الجميع، مرة أخرى، بأنه لا يتقاضى راتباً كرئيس، وكأنها المرة الأولى التي نسمع فيها ذلك.

التفاعل الإعلامي كان على قدر الحدث؛ مذيع “نيوزماكس” اعتبره نموذجاً للشفافية، فيما رأت إحدى الضيفات أن المشهد دليل على جرأته وانفتاحه، في مقارنة سريعة مع جو بايدن، وكأن الإجابة على أسئلة الصحافيين من فوق السطح معيار جديد لقياس الانفتاح السياسي!!!

هذه التصرفات، التي يصفها خبراء النفس بـ”الاسترسال العشوائي” و”الاختلاق” والتي تكون عادةً جزء من نمط متكرر.

ففي اجتماع وزاري مخصص لأزمات دولية، أمضى ترامب 13 دقيقة يتحدث عن تزيين القاعة واختيار الإطارات الذهبية، متجاهلاً الملفات العاجلة.

والمفارقة أن ترامب، الذي شكك مراراً في لياقة بايدن الذهنية، يواجه اليوم تساؤلات مشابهة من خصومه الديمقراطيين، بينما يرفض البيت الأبيض أي تشكيك في قدرته على القيادة. فهل هي الكارما التي تعيد له سهامه السابقة؟

ورغم دفاعه المستمر عن نفسه ووصفه ذاته بـ”العبقري المستقر”، يرى محللون أن هذه الانحرافات قد تضعف صورته أمام الناخبين، خاصة مع تزايد التغطية الإعلامية لكل كلمة يتفوه بها.

ويبقى السؤال: هل هو مجرد أسلوب خطاب مختلف، أم مؤشر على تراجع ذهني قد يغير مسار السياسة الأمريكية؟

اقرأ أيضًا: ليما الملا تكتب: لماذا صعد ترامب إلى سطح الجناح الغربي؟

ليما الملا