تصريح حسام جنيد الأخير أثار استياء الكثيرين، حيث يُفترض بالفنان أن يمثل بلده ويعكس صورته بإيجابية واحترام. لكن جنيد استخدم كلمات لا تليق بفنان، موجهة نحو فناني لبنان المعروفين بذوقهم وأدبهم وأخلاقهم.
اقرأ: نجوم سوريا في لبنان لماذا لم يردعوا حسام جنيد بعد إسائته ورفضه الاعتذار؟!
لنتذكر معًا جبران خليل جبران، الذي قال: “أنت مستأجر في منزل زائل، مسافر في عبور سريع، فاحمل أخلاقك معك أينما حللت.” هكذا هو شعب لبنان، يؤمن بالأخلاق كجزء لا يتجزأ من وجوده في هذه الحياة.
اقرأ: حسام جنيد يرفض الاعتذار على إهانة نجوم لبنان وهذا رده!
لبنان، لؤلؤة الفكر والثقافة، أنجب لنا عمالقة أضاءوا العالم بإبداعهم. فيروز، الأيقونة الفنية، وغسان تويني، القلم البارع. لا يمكن أن نتجاهل أمين معلوف الذي سطع باسمه في عالم الأدب وفاز بجائزة غونكور المرموقة. والسياسي الشريف الراحل سليم الحص، رمز النزاهة. وعائلة تقلا، التي تركت بصماتها على جريدة الأهرام المصرية. كما لا ننسى ميخائيل نعيمة، قائد النهضة الفكرية، والشاعر الفذ خليل مطران، والصحفي المتميز طلال سليمان، رئيس تحرير صحيفة السفير.
اقرأ: حسام جنيد كيف تجرأ على لبنان وهل يتبرأ السوريون منه؟ – فيديو
لبنان يبقى منبعًا للعطاء والإبداع. وكلماتك المسيئة، يا حسام، لن تمحو مسيرة وإنجازات لبنان العديدة. لبنان بلد الصمود، يرحب بالجميع ولا يهين، بل يفتح ذراعيه بحب. كيف يمكن لأي مسيء أن يتفوه بألفاظ غير لائقة نحو من أحسن وأعطى بمحبة؟ هل اختفت الأخلاق واللباقة والذوق من قاموس الذين يسئون؟
تصريح جنيد لم يكن إساءة للشخصيات اللبنانية فقط، بل هو إهانة لصورة لبنان الجميلة. البعض حاول ربطها بالعلاقات التاريخية بين لبنان وسوريا، لكن هذا لا يعطي الحق لأحد بالإساءة إلى بلد آخر.
إهانة الآخرين تُظهر ضعف من يمارسها، وليس من تُوجه إليه. سمعة لبنان هي قوته، والسكوت عن هذه الإساءات سيزيد من التمادي. على الفنانين في لبنان كتابة عريضة تستنكر هذه الإساءة. علينا رفض هذه التصريحات والتأكيد أن لبنان هو بلد الثقافة والأدب والسلام. أبوابنا مفتوحة للحوار البناء، لكن لن نقبل بإهانة صورتنا بأي شكل.
عدم استنكار هذه التصريحات عيب كبير، والصمت عنها عيب أكبر. فلنتحد جميعاً في مواجهة هذه الإساءات ولنرفع صوت لبنان عالياً، بلد يزخر بالتنوع والإبداع والإيجابية.
ليما الملا