في غزة، حيث صار الخبز نادرًا والماء أثمن من الذهب، جاء صباح اليوم بحكاية تُشبه الوحي. طفل صغير اسمه حمزة، تلقّى من جاره بضع تمرات بلح من نخلة في الحي. هدية متواضعة، لكنها بدت كأنها نفحة رحمة في زمن الحصار.
والده كتب وهو يرسل صورة ابنه:
“جارنا عنده نخل بلح… جاب لابني حمزة بلح.”
ولم يكن المشهد عاديًا؛ فأيقظت في روحي الآية الكريمة عن السيدة مريم عليها السلام:
﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾.
كأن البلح هنا لم يكن مجرد طعام، بل رسالة سماوية خالدة: أن في أشد لحظات الضعف يمكن أن تتنزل العطايا، وأن الرزق يجد طريقه ولو ضاقت السبل.

هنا، وسط الركام والحصار، تحوّلت التمرات إلى رمز. رمز للحياة التي تُصرّ أن تتفتح رغم الخراب، وللجذور التي ترفض أن تُقتلع. ابتسامة حمزة وهو يمسك البلح بيديه الصغيرتين بدت وكأنها إعلان انتصار، ليس على الجوع فحسب، بل على اليأس أيضًا.
في زمنٍ يسلبون فيه من غزة كل شيء، يظل هناك دائمًا ما لا يمكن انتزاعه: روح تتشبث بالأمل، وطفل يضحك كأن الدنيا بخير، ونخلة تمدّ يدها لتقول إن الحياة أقوى من الموت.
اقرأ أيضًا: الملكة رانيا ما يحدث في غزة يعيد صياغة الأخلاق العالمية
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

