في الأوساط الإعلامية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تعرضت الملكة رانيا العبد الله، ملكة المملكة الأردنية الهاشمية، لموجة من النقد عقب تصريحاتها التي عبّرت فيها عن تعاطفها مع الأمهات الإسرائيليات اللاتي تعرض أبناؤهن للخطف في السابع من أكتوبر.
وقد جاء في تصريحاتها: “كل يوم، أضع نفسي مكان الأم الإسرائيلية التي تعرض ابنها للخطف في 7 أكتوبر. أنا متعاطفة معهم، ويجب على كل المختطفين أن يعودوا إلى منازلهم”.
اقرأ: الملكة رانيا وابنتها الأميرة سلمى هكذا أصبحت ولحظاتٌ مميزةٌ تجمعهما – صورة
من المهم تحليل هذا الوضع بشكل دقيق والدفاع عن موقف الملكة رانيا بوصفها شخصية عامة واعية ومتفهمة لكل الأحداث الجارية وتسعى للتعبير عن مواقفها بإنسانية وتعاطف كأم، دون إغفال بعدها السياسي والاجتماعي.
أولاً، يأتي تصريح الملكة من منطلق إنساني بحت، يعكس عمق الشعور بالمعاناة الإنسانية بغض النظر عن الجنسية أو الهوية. التعاطف مع الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن هو الجانب الإنساني في شخصية الملكة رانيا، والذي لا ينبغي أن يُنظر إليه كموقف سياسي.
ثانيًا، يجب التأكيد على أن التعاطف مع الضحايا لا يعني إغفال الأسباب الجذرية للنزاعات أو تجاهل المعاناة الأخرى. الملكة رانيا معروفة بدعمها للقضايا الإنسانية والاجتماعية على نطاق واسع، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال واللاجئين. إظهار التعاطف مع جميع الضحايا، بغض النظر عن جنسياتهم، هو جزء من مسؤوليتها في نشر الوعي وتعزيز السلام.
ثالثًا، تسليط الضوء على التعاطف مع الضحايا يسهم في خلق جو من التفاهم المتبادل والحوار بين الشعوب. في زمن تتصاعد فيه التوترات والنزاعات، يصبح التأكيد على القيم الإنسانية والتعاطف المشترك أمرًا ضروريًا لبناء جسور التواصل وإحلال السلام.
رابعًا، الأخذ بالاعتبار أن المواقف الإنسانية التي تتخذها الشخصيات العامة مثل الملكة رانيا قد تتعرض للتفسير بطرق مختلفة، ومن الضروري تقديم الدعم لهذه الشخصيات في جهودها الرامية إلى التخفيف من حدة الأزمات والنزاعات.
لذا، من الضروري التشديد على أن تعاطف الملكة رانيا ليس مجرد موقف سياسي، بل يعبر عن إنسانية عميقة تعكس القيم النبيلة للتعاطف، الوحدة، والسلام. في ظل هذه الظروف الصعبة، يتعين علينا الإقرار بالدور الحيوي الذي تلعبه الملكة في تشجيع الحوار والتسامح بين الأمم.
وأخيرًا، نود إعلامكم أن المقطع الذي تم نشره للملكة رانيا مجتزأ من لقاءٍ كامل، وخلال هذا اللقاء أضاءت الملكة رانيا على معاناة الفلسطينيين وأدانت العدو الإسرائيلي على مجازره المروعة بحق المدنيين، وهنا نسأل: ما الهدف من اجتزاء اللقاء؟
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

