سرقة القرن من قلب باريس: جريمة تهزّ متحف اللوفر
متحف اللوفر

سرقة القرن من قلب باريس: جريمة تهزّ متحف اللوفر

صباحٌ باريسي هادئ، لا يشي بشيء سوى صوت المدينة وهي تستيقظ ببطء على ضوء الخريف… حتى اخترق هذا السكون حادثٌ أشبه بمشهد من فيلم بوليسي، لكن هذه المرة لم يكن على الشاشة — بل في قلب متحف اللوفر نفسه.

في واحدة من أكثر السرقات جرأة في التاريخ الحديث، اقتحم أربعة لصوص ملثمون المتحف الأشهر في العالم، وتمكنوا من سرقة مجموعة من المجوهرات التاريخية، ثم لاذوا بالفرار كما لو اختفوا في الهواء.

بحسب المعلومات الأولية، وصل المهاجمون على دراجتين ناريتين من نوع TMax، معروفة بسرعتها الخارقة وقدرتها على المناورة.

تسللوا من جهة نهر السين، حيث تُجرى أعمال صيانة في المبنى، واستغلّوا الرافعة للوصول مباشرة إلى قاعة أبولو في الطابق الأول — القاعة التي تحتضن مجوهرات الإمبراطورية الفرنسية ونفائس نابوليون وزوجته.

وفي دقائق معدودة، بعد كسر الزجاج بمعدات كهربائية دقيقة، اقتحم اثنان القاعة المستهدفة، وبدقة لا تقلّ عن احتراف عصابات الأفلام، استولوا على تسع قطعٍ ملكية من أندر مجوهرات التاريخ الفرنسي: عقود، تيجان، ودبابيس مرصّعة بالألماس.

لكن اللافت أن اللصوص لم يمسّوا الجوهرة الأشهر في المجموعة — ألماسة “الريجن” التي تزن أكثر من 140 قيراطًا، ربما لثقلها، أو لأنهم خططوا لعودةٍ أخرى.

قيمة المسروقات لم تُقدَّر بعد بدقة، لكن الخبراء يتحدثون عن عشرات الملايين من اليوروهات. ومع ذلك، لم يكن المال وحده هو ما صدم العالم، بل جرأة الجريمة ومكانها — فأن يُسرق متحف اللوفر، تحت أنظار الكاميرات، وفي قلب باريس، هو ما لم يتخيّله أحد.

شهود العيان وصفوا المشهد بالـ”فوضى المرعبة”.
إحدى الزائرات، تُدعى كايسي، كتبت على وسائل التواصل:

“الشرطة كانت تركض قرب الهرم الزجاجي، تحاول الدخول، لكن الأبواب كانت مغلقة. في الداخل، الزوار يركضون ويطرقون الزجاج في هلع… كأننا في فيلم، لكنه كان حقيقيًا.”

ورغم حالة الذعر، أكدت السلطات أن لا إصابات بين الزوار أو العاملين، فيما بدأت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة تحقيقًا عاجلًا، في محاولة لتعقّب اللصوص الذين فرّوا نحو الطريق السريع A6 — تاركين وراءهم باريس مذهولة، والعالم يتساءل:
كيف يمكن أن تُسرق ذاكرة الفن الإنساني من أكثر الأماكن حراسةً في العالم؟

ليما الملا

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *