سلافـة معمـار تقــود حكايـة "الخائــن" بتفرد خاص!
سلافة معمار

سلافـة معمـار تقــود حكايـة “الخائــن” بتفرد خاص!

ملاحظة: ننشرُ هذا المقال حرفيًا كما وصلنا، دون أي تعديل من أحد القراء الأعزاء. 

في رحلة نجومية صعدت بها إلى عرش الصدارة ليس على المستوى المحلي فقط بل على العربي ككل، لتقف في الصف الأول منذ سنوات بثبات تام دون تأرجح، وتثبت في كل تجربة أنها الرهان الرابح والقادرة على قلب الطاولة بما يزيد من رصيدها لدى جمهورها أكثر فأكثر.

في عملها الأخير، تخوص “سلافة” غمار جديد عليها يعتمد على معايشة الشخصية والحفاظ على سيرها الدرامي وأدواتها ونبرتها وكل تفاصيلها لمدة طويلة عبر نقاط مفصلية تنتقل فيها خطوط القوة عبر ثلاثية تجمعها مع قيس الشيخ نجيب ومرام علي.

ورغم الانتقاد الذي طال نجمة “زمن العار” مع بداية العرض بالمبالغة فيعمليات التجميل بشكل أثرعلى تعابير وجهها، إلا أن تقادم حلقات العمل دخص هذا الاتهام، وأثبت أن الشكل الخارجي الطبيعي ساهم مع الشغل الجواني النفسي الذي تبرع به سلافة في إثراء الشخصية وإعطاها تفاصيل إنسانية خاصة تتحرر من أي تقليد أو تقييد.

وبالعودة إلى العمل الذي يشهد تشويقاً ملحوظاً مع تتالي أحداثه، إلا أن الحلقات من 67 حتى 72 رسمت خطاً جديداً على صعيد الشخصيات والحكاية ككل، فنجد الدكتورة أسيل حائرة في علاقتها بطليقها فيما إذ كانت ستغفر له أم لا، في حين سعيه جاهداً لكي يعيد الأمور لما كانت عليه قبل دخول تيا معترك حياته وقلبها رأسا على عقب، فبعد وصولها إلى حالة فقدان الشغف من علاقتها به تخطط لتستعيد رونق الحب القديم عبر خطة شطيانية مفادها أن تخطف نفسها بنفسها لتقنع الجميع أن “أسيل” و”سيف” وراء ذلك،إلا أن الأمور لم تسير على هواها لتتحول تمثيلتها من وهم إلى أمر واقع ،  وتتصاعد الأحداث بخطف “أسيل” من قبل فارووق وزوجته كنوع من رد الجميل للدكتورة التي أنقذتهما من الضياع، ورغم بوادر الود من أسيل ل تيا بما يتناسب مع حساسية الموقف ، إلا أن الأخيرة أصرت على التمادي في اتهامها، وكالعادة تنجح أسيل في إقناع الجميع ببراءتها بأدلة دامغة تؤكد على استفحال شر تيا، لتأتي الحلقة 72 حاملة معها مفأجاة كبيرة أبرزها وصول أسيل لحالة اللامبالاة والتجمد من ناحية سيف، وكشف سر تيا وخداعها للجميع في مشهد مليء بالتمرد والتماهي الصادق مع الفعل الإنساني استطاع أن يبرز بوضوح عالي، في حين الصدمة الكبرى كانت ما حدث في حوار صادق جمع بين قطبان متنافرين هما أسيل وتيا، وتحتد ذورة الحديث لتصل إلى أقصاها في مشهد يسيطر عليه الانفعال والانفلات من المنطق إلى الجنون لتطرح هذه اللقطات حالة من التساؤل عن كيفية تحول الحب لتملك عندما يفقد أحد الطرفين حماسه لشريك وتبلّد مشاعر الحب بما يجعل من وجوده عبئاً بدل من أن يكون سند.

وليس غريباً على سلافة الإقناع الذي تقدمه في أحاسيس الشخصية كونها تتكأ على خليظ من أدواتها الغنية بالصدق والتعايش مع الدور، لتضفي عيناها سحراً خاصاً على كل تفصيلة كبيرة أم صغيرة تتعلق بعوالم الشخصية، وما زلنا بانتظار المزيد من التفاحة الشامية من طاقات وقدرات لا مثيل لها، لترسم مواسم وافرة من التألق الذي قلّما نجده اليوم.

هاني