أثناء تصفحي لمنصة X، قرأت ما كتبته الفنانة الرائعة سلاف فواخرجي وأردت مشاركته مع القراء.
كتبت سلاف: “رغم كل تبعات الحرب السيئة التي مازلنا نعيشها حتى الآن ورغم الظروف الاقتصادية القاسية ونفوس الناس المرهقة والمتعبة … إلّا أن السوريين أبناء وأحباء الحياة ، مصرون على الحياة وعلى اقتناص كل لحظة للفرح علّها تنسيهم آلام سنين …”
وتابعت: “غمرت قلبي سعادة مشاهدة ازدحام الناس في مدينتي بلودان والزبداني خلال أيام عيد الأضحى المبارك
وشاهدت صوراً مثلها في العديد من المحافظات والقرى السورية الجميلة، تنضح كلها بإصرار هذا الشعب العظيم على الحياة وليس فقط البقاء …”
وأكملت: “في كل بلد أسافر إليها أُسأل عن حال سوريا والسوريين وفي عيون وأصوات مَن يسأل تعاطفا وشفقة من جهة واستغراب شديد من جهة أخرى بأنني لازلت أعيش في بلدي ! ودائما مايكون جوابي ” حالي كحال الناس لي مالهم وعليّ ماعليهم … “
يسألون لأن العديد منهم يظنون أن سوريّا مدينة الرعب ويتصورون أن الجثث تملأ الشوارع والساحات يمنة ويسرة، وأن الحياة شبه معدومة وأن وأن …
ولكن هذا كله غير صحيح… ويروج له للأسف!
ويعرفه مَن فيها أو مَن يأتيها…
فنحن نعيش فيها بكل ما أوتينا من إيمان وانتماء وحب، وتعيش فينا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا…”
وواصلت: “لا أحد يستطيع إنكار ما آلت إليه البلاد
وكم كنا وكيف صرنا … وماخسرنا ..
نعم… القلوب مكلومة، جميعنا فقدنا، كل بيت حزين، ووجوهنا مقهورة، وبدل الدموع ذرفنا دماء ،
لكننا، ومع هذا كله لم نستسلم، لأننا شعب حي وعظيم… وتفاصيل الحياة لم تتوقف يوماً حتى في أحلك أيام الحرب والقذائف تمطر فوق رؤوسنا…
ولم نختبئ رغم ازدياد احتمالات موتنا !”
واسترسلت: “كان بقاؤنا بحد ذاته إرادة وفعل مقاومة …
في كل مكان وبيت وعمل ومؤسسة ومدرسة وجامعة ومحل وشارع وحديقة…
كثرت الزيجات والولادات والأفراح بالتوافق مع الوفيات والأحزان !
وعلت الأصوات بالطرب وطال السهر والسمر
بالتوافق مع أصوات العدوان ! فإن لم ننم على سماعه نستيقظ عليه أو نعيشه كرهاب نحاول الشفاء منه….”
وشددت: “لم نخف الموت يوماً بل أحببنا الحياة،
صادقنا الأمل رغما عنه، وعنّا …
وامتلأت سماؤنا بأنوار أحلامنا وأمنياتنا عند انطفاء الضوء وانقطاع الكهرباء…
صبرنا ومابعد الصبر إلّا الفرج … والفرح…
يؤخذ عليّ تفاؤلي! وكلام الحب للوطن أصبح عند البعض مجرد شعارات! … والرومنسية أصبحت عيباً قابلاً للسخرية في هذا الزمن…
لكن لايعنيني هذا فأنا أرى النصف الملآن وهو وحده الذي يروي عطشي وتعطشي…”
وختمت” أؤمن بالتين والزيتون وبكل ما أنبتت أرضي من أخضر ومن بشر ، أؤمن ببلدي الأمين بأهله وناسه، أؤمن بأطفال بلادي وبابتسامتهم التي تقهر كل حزن …
لنؤمن أن غدنا ابتدأ اليوم …
وأن سوريا لم تذهب حتى تعود…
رُحت أمشي بين الناس وابتسامتي تعلو وجهي …
معلنة الحب لكل من أمامي …
وليس فقط الحب … بل الشكر أيضاً…”
هكذا تعبّر المبدعة سلاف فواخرجي عن إيمانها العميق بوطنها سوريا، وتجد الأمل في كل زاوية. فهي تدعو إلى التفاؤل والعمل الجماعي، وتؤكد على أن سوريا ستبقى مستمرة بأهلها وأطفالها وابتساماتهم التي تتحدى الأحزان. رسالة جميلة من إنسانة متفائلة.

منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

