في السنوات الأخيرة شهدت الساحة الإعلامية تغيرًا كبيرًا في طبيعة البرامج الحوارية والمحتوى الذي يُقدَّم فيها. مثال حديث على هذا التحوّر هو ظهور إحدى الإعلاميات يوم أمس في برنامج حواري حيث اتسمت إجاباتها بركاكة التعبير والهشاشة الفكرية، مما أثار استياء النخبة من المشاهدين واستنكارهم.

تدهور مستوى الإعلام الحالي لم يأتِ من فراغ؛ بل هو نتاج عقود من تهميش الإعلاميين الحقيقيين مثل زاهي وهبي ونيشان وجورج قرداحي، وغيرهم من النخبة الذين نستفيد ونتعلم منهم، ويثريون الإعلاميين الجدد بمعرفتهم وثقافتهم. يبدو أن الإعلاميين الجدد، إذا جاز التعبير، يركزون على الترويج لأنفسهم أكثر من الحرص على نوعية أو جدية المحتوى، حيث يسعون للفت الانتباه بطرق سطحية دون تقديم قيمة حقيقية للجمهور.

اقرأ: زاهي وهبي كيف أضاف للإعلام العربي بتأثيره وهذه محطات نجاحه!
بالإضافة إلى ما تم ذكره، يركز هذا النوع من الإعلام على فضائح الشخصيات العامة في سعيه لتحقيق “الترند”، وهي ظاهرة “القطيع” التي تتسبب في ضرر للمجتمع. يؤدي هذا التركيز إلى تهميش الإعلاميين الذين يسعون لتقديم محتوى هادف وبنّاء، ولذا شهدنا انسحاب العديد من الإعلاميين المخضرمين من الساحة الإعلامية.

إقرأ: نيشان كيف صفع ياسمين عز برده عليها ولمن الحق في القضية؟ – فيديو
الإعلام الذي يركز على الفضائح والتشهير بالناس يتحول إلى مجرد “قيل وقال”، ولا يمكن اعتباره إعلامًا بالمفهوم التقليدي للكلمة.
في ظل هذه التحولات، يتعين على وسائل الإعلام إعادة النظر في معايير المهنية والجودة التي تتبعها لضمان تقديم محتوى يثري العقول ويخدم المجتمع بدلاً من تشويه صورته.
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

