شجاعة وتضحيات شهيدات الكويت: بطولاتٌ لا تُنسى! – صور ووثائق
في عام 1991، شهدت الكويت لحظاتٍ تاريخيةٍ حاسمةٍ خلال معركتها للتحرير من الاحتلال العراقي.
تلك الفترة كُتبت بدماء شهداء الكويت، الذين رسموا بتضحياتهم صوراً ملهمة للوفاء والعطاء من أجل الوطن.
اقرأ: صمود الإعلام الكويتي في وجه الغزو: قصة النضال والدبلوماسية الناجحة! – وثائق
الاستشهاد في الدفاع عن الأرض والعرض برز كشرف عظيم وقيمة إنسانية رفيعة، حيث وحدت التضحيات الشعب الكويتي في وجه الغزو العراقي بداية من الثاني من أغسطس 1990.
خلال مرحلة الغزو العراقي، برزت بسالة الكويتيات اللاتي وقفن بشموخ ضد المحتل، مجسدات قيم العزة والاستقلالية.
اقرأ: ريادة المرأة الكويتية وتأثيرها محليًا وعربيًا!
قصصهن البطولية وتضحياتهن خلدت كدليل عزّ على شجاعتهن في سبيل حرية الوطن.
يتوارث أبناء الكويت بكل فخر قصص الشهيدات اللاتي كن رمزًا للعزة والبطولة في وجه الاحتلال، وصولاً للتضحية بأرواحهن.
اقرأ: المرأة الكويتية: صوت الريادة وقوة التأثير في المشهد المحلي والعربي! – صور
تحدثت فاطمة الأمير، الوكيل بالديوان الأميري والمدير العام لمكتب الشهيد، لوكالة الأنباء الكويتية قائلة إنّ التاريخ خطّ بأحرف من نور ارتقاء بطلات الكويت، الشهيدات اللواتي قدمّن الروح في سبيل البلاد خلال فترة الغزو العراقي.
وأشارت إلى أن عدد الشهيدات الكويتيات خلال تلك الفترة وصل إلى 67 شهيدة من أصل 89 شهيدة من جنسيات متعددة، بناءً على إحصائيات مكتب الشهيد، مؤكدة حضور شهيدات من فئات عدة بما في ذلك المقيمات بصورة غير قانونية ومن دول كالبحرين ومصر والأردن والهند.
تعتبر سناء الفودري أول شهيدةٍ كويتيةٍ قدمت حياتها كضحيةٍ للغزو العراقي، حيث قتلت برصاص القوات العراقية في الثامن من أغسطس عام 1990.
كان ذلك أثناء مشاركتها في احتجاجات نسائية بمنطقة الجابرية، حيث كانت ترفع الصوت عالياً وتطالب برحيل المحتلين وعودة الشرعية، مؤكدة على أن الكويت تعود لأهلها وأميرها هو الشيخ جابر الأحمد.
الشهيدة الفودري واحدة من العديد من النساء الكويتيات اللواتي شاركن في مقاومة الاحتلال وساندن الرجال في هذا الموقف الصعب. كان لهن دور بارز في مختلف مجالات المقاومة، من تقديم الدعم اللوجستي وإدارة الخدمات الأساسية إلى المشاركة الفعالة في الدفاع عن البلاد.
إلى جانب الفودري، هناك أخريات قدمن حياتهن من أجل الكويت مثل أسرار القبندي، وفاء العامر، وسعاد حسن.
داخل الكويت أو خارجها، عملت الكويتيات بجد لمواجهة الاحتلال ودعم القضية الكويتية، مثل إدارة المستشفيات والمشاركة في توزيع الإمدادات الحيوية.
ولا يمكن نسيان دورهن الحيوي في توزيع المواد الغذائية والأموال على المقاومين والمواطنين.
وفقاً لمكتب الشهيد، هناك 77 امرأة مسجلات كشهيدات، وبعضهن فارقن الحياة نتيجة للقصور في تقديم الرعاية الصحية خلال الغزو.
اقرأ: هكذا تحتفل الكويت بعيدها الوطني قيادةً وشعبًا!
وقالت آمنة الكندري، والدة الشهيدة سعاد حسن، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن إيمان ابنتها بقضيتها، وحرصها الشديد على وطنها وأميرها، بالإضافة إلى إيمانها العميق، كل ذلك شكل دافعاً لها للتضحية بروحها ودمائها فداءً للكويت.
كشفت الكندري بألم أن الشهيدة سعاد كانت امرأة متدينة منذ صغرها، حريصة على أداء واجباتها الدينية، وذلك كان له أثر عظيم في شخصيتها وأسلوب تربيتها. قوتها الداخلية وإيمانها العميق جعلاها مستعدة للتضحية بحياتها في سبيل الدفاع عن وطنها والولاء لأميرها.
وأكدت الكندري أن سعاد كانت واثقة بأن الكويت ستتحرر وتنجلي غمة الاحتلال عنها.
وقالت إن سعاد انضمت للمقاومة ضمن مجموعة “25 فبراير”، التي قادتها الشهيدة أسرار القبندي، متوليةً مهام نقل الطعام والأسلحة والأموال لأعضاء المقاومة، حتى أسرتها قوات الاحتلال العراقية.
استشهدت سعاد في السادس من فبراير عام 1991، حيث تم إعدامها وتم العثور على جسدها في إحدى ساحات منطقة كيفان.
وتابعت الكندري قائلة إن قوات الاحتلال قد اعتقلت سعاد وابنتها في العاشر من يناير من نفس العام بتهمة ممارسة أنشطة المقاومة.
وبعد أن أفرجوا عنها، بقيت سعاد محتجزة في مخفر العديلية، ثم نُقلت إلى مبنى محافظة العاصمة في قصر نايف، ومنه إلى سجن الأحداث في منطقة الرابية، حيث أعدمت أخيرًا.
تتساءل كوليس عما إذا كانت شجاعة النساء الكويتيات أثناء المقاومة تُظهر قوتهن وبطولتهن، وتؤكد بشدة على أهمية مشاركة المرأة الكويتية في مختلف الميادين السياسية وغيرها بالكويت.
ليما الملا