عمليات التجميل ومتى يتحول السعي للجمال إلى خطر على الحياة؟
كما هو معروف للجميع، فإن هوس التجميل وعمليات تحسين الوجه والجسم أصبحت من الظواهر المتزايدة في مجتمعاتنا الحديثة.
حيث تسعى العديد من النساء – وأحيانًا الرجال – إلى تحسين مظهرهم الخارجي من خلال الخضوع لمجموعة متنوعة من الإجراءات التجميلية.
تشير هذه التصرفات إلى السعي نحو الجمال المثالي، لكنها تثير عدة قضايا صحية وأخلاقية.
الأسباب وراء هوس التجميل
هناك عدة أسباب قد تدفع الناس للانغماس في هوس التجميل، ومنها:
1. تساهم منصات مثل إنستغرام وغيرها من التطبيقات في تعزيز صور الجمال غير الواقعية. يتم تعديل صور النساء رقمياً لتصل الصورة إلى معايير جمالية قد تكون بعيدة عن الحقيقة.
2. تلعب الثقافة والمجتمع دورًا كبيرًا في تشكيل مفاهيم الجمال. تشعر العديد من النساء أنهن بحاجة إلى تحسين مظهرهن ليكن مقبولات اجتماعيًا أو ليحققن النجاح.
3. يؤدي عدم الرضا عن المظهر إلى تزايد الرغبة في إجراء العمليات التجميلية كوسيلة لتحسين الثقة بالنفس.
4. تروج الشركات المصنعة لمنتجات التجميل الإجراءات التجميلية كطريق لتحقيق الجمال والشباب الدائمين.
قصة مأساوية عن الهوس التجميلي
لا يمكن تجاهل المخاطر المرتبطة بإجراءات التجميل، كما يتضح من قصة آنا باربارا بوهار بولدريني، المغنية وعارضة الأزياء البرازيلية التي توفيت يوم 15 يونيو بعد عملية تجميل في إسطنبول.
سافرت برفقة زوجها، إلغار سويّة، من موزمبيق إلى إسطنبول، حيث خضعت لثلاث عمليات تشمل شفط الدهون، وزيادة حجم الثدي، وتصحيح الأنف.
آنا باربارا بوهار بولدريني
اقرأ أيضًا: اعترافات طبيب تجميل شهير استمعْ الخفايا والأسرار
وذكرت مستشفى توسا في بيان نشرته في “تركيا اليوم”، أنه حدثت “مضاعفات غير متوقعة” خلال فترة التعافي.
كما قيل إنها اتفقت مع المستشفى على تلقي هذه الإجراءات مقابل الترويج لهم على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
توفيت آنا بعد ساعات من العملية نتيجة لتوقف القلب والتنفس، مع الاشتباه في أنها لم تكن قد أُعدت بشكل كافٍ لهذه الإجراءات.
وفقًا لزوجها، كانت آنا ترغب في تحسين مظهرها وتلقت العلاج كنوع من تحقيق حلم الجمال الذي أوصلها الى هذه القرارات.
ورغم أن المخاطر كانت واضحة، فإن الهوس بالمظهر المثالي دفعها للمخاطرة بمجرد أن أصبحت العملية متاحة.
وفي الختام، يبقى هوس التجميل وعمليات التجميل موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يمكن أن تكون له نتائج إيجابية ولن علينا الا نستبعد التداعيات السلبية.
بينما تبحث النساء عن تحسين مظهرهن، من المهم التركيز على الجوانب الصحية والنفسية المرتبطة بهذه القرارات.
ومن الضروري كذلك التحدث عن مفهوم الجمال ونتقبل أنفسنا كما نحن، بعيدًا عن المعايير التي تفرضها وسائل الإعلام والمجتمع.
تؤكد قصص مأساوية مثل قصة آنا المخاطر المرتبطة بهوس التجميل، تسلط هذه الأحداث الخطيرة الضوء على أهمية اتخاذ قرارات مدروسة وتجنب الانجرار وراء الموضة والترند دون تفكير أو قرار سليم، لتفادي العواقب الوخيمة.
ليما الملا