نقرأ ونسمع عن عيد الحب ونهدي الورود الحمراء ونرتدي اللون الأحمر، لكن هل تساءلنا يوماً عن هذه المناسبة وأصل تسميتها بـ”عيد الحب”، والمعروف أيضًا بـ”عيد القديس فالنتين”؟ دعوني أشارككم بعض التفاصيل التي قد لا يعرفها البعض حول هذا العيد وأصوله التي تقف وراءه.
إقرأ: أين وكيف يحتفل الأمراء بعيد الحب؟ – صورة
يرجع تاريخ هذا العيد العالمي إلى العصور الرومانية القديمة. حسب الأساطير، كان فالنتين كاهنًا في روما وصدر حكم بالإعدام بحقه. فما هو السبب وراء تلك العقوبة الصارمة؟ ببساطة، لأنه كان يزوج العشاق سراً بالرغم من الحظر الروماني. وقد أصبح يُعتقد أن فالنتين اصبح رمزًا للحب والولاء في مواجهة التحديات.
إقرأ: نجوم العرب في عيد الحب: كيف يرون الحب؟ تصاريح مؤثرة ومفاجئة!
كيف تطورت الاحتفالات بعيد الحب عبر القرون؟
في العصور الوسطى، لم يكن الاحتفال بعيد الحب أمرًا شائعًا كما هو الحال اليوم، إذ اقتصرت الاحتفالات على النبلاء والمثقفين الذين كانوا يتبادلون الرسائل والقصائد الرومانسية. ارتبط الشاعر جيفري تشوسر بربط عيد الحب بمفهوم الحب الرومانسي خلال القرن الرابع عشر. كانت تلك المناسبات والاحتفالات مقتصرة بشكل كبير على النبلاء والطبقة المخملية وغياب شعبيتها بين العامة.
في العصر الفيكتوري، ازدادت شهرة عيد الحب وأصبح محط اهتمام الجميع. تم تبادل بطاقات معطرة ومزينة بين العشاق، مدعومة بتوسع الطباعة والفن الزخرفي. كانت البطاقات تحمل قصائد حب ورموزًا مثل القلوب والزهور. شملت الهدايا أيضًا الحلويات والمجوهرات. شهد هذا العصر انطلاقة الجانب التجاري لعيد الحب، مع تركيز على التعابير الرومانسية والمشاعر.
في القرن التاسع عشر، اكتسب عيد الحب شعبية واسعة. أصبحت بطاقات المعايدة المزخرفة شائعة بفضل التقدم في الطباعة. كان الناس يرسلون البطاقات والزهور والشوكولاتة كتعبير عن الحب والمودة. هذا العصر شهد تحول العيد إلى مناسبة تجارية واجتماعية هامة. بدأت بطاقات المعايدة الجاهزة بالظهور وانتشارها على نطاق واسع.
في يومنا هذا، يُحتفل بعيد الحب عالميًا بطرق متنوعة. يعبر العشاق عن مشاعرهم بهدايا رمزية ولقاءات خاصة. يُعتبر هذا اليوم فرصة لتجديد العهود وإظهار التقدير للأحبة. على الرغم من تطور الأشكال والتقاليد، يبقى الجوهر الأساسي لعيد الحب هو الاحتفال بالروابط العاطفية.
عيد الحب يتجاوز مجرد كونه احتفالًا بالعلاقات العاطفية؛ فهو يكرم الروابط الإنسانية العميقة، أليس كذلك؟ ولكن كيف ذلك؟
عيد الحب ليس مقتصرًا على الأزواج والعشاق فحسب، بل هو مناسبة للاحتفال مع العائلة والأطفال والأصدقاء. في ظل عصر التكنولوجيا، حيث أصبحت العلاقات سطحية وتعتمد على الرسائل النصية، فإنه من المحبب أن نحتفل بالحب ونعيد إحياء فكرة “عيد الحب” الحقيقية، التي تدعو لتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية وترسيخ صلة الرحم. لذا، دعونا نستفيد من هذه المناسبة لإظهار مشاعر الحب والتقدير لكل من نحمل لهم اهتمامًا في حياتنا.
ليما الملا