ننتظر عودتك يا فضل شاكر… رجعة موفّقة كلها نجاحات
فضل شاكر

فضل شاكر… حين تنتصر الحقيقة الهادئة على ضجيج الاتهام

في زمنٍ تُصنع فيه السمعة بمنشور وتُشوَّه بتغريدة، يأتي الفيلم الوثائقي عن فضل شاكر ليقدّم ما افتقدناه طويلاً: روايةً متماسكة تستند إلى وقائع، وشهادات، ومستندات قانونية تُنير الأمور المعتمة بين الشائعة والحقيقة.

هذا المقال ليس «تبييض صفحة»، بل دعوةٌ عادلة للنظر في الصورة كاملة كما عُرضت في الوثائقي، وقراءة ما قُدّم من وثائق بكل موضوعية، بعيداً عن الضجيج والانفعال.

أولاً: وثائقي يقدّم «شاهد العيان» لا «رواية الضحية»

الوثائقي لا يكتفي بسردٍ عاطفي؛ بل يُرتّب الوقائع زمنياً، ويضع أمام الجمهور مستندات وشهادات رسمية، ويتيح الاستماع لأطراف عدة.

هذا البناء البارد والرزين يختلف عن الخطابات الانفعالية التي لاحقت القضية سنوات، ويعيد المتلقي إلى ساحة الدليل لا سوق الظن.

ثانياً: المستندات… ماذا تقول بلغة القانون لا بلاغة الخصومة؟

-مراسلات ومحاضر: عُرضت وثائق تُظهر تباينات بين الادعاءات الأولى وما انتهت إليه مراجعات لاحقة، هذه الوثائق تعزّز فرضية تضخيم الاتهام في ذروة الخلافات الموجودة على الساحة.

-إفادات وشهادات: إظهار إفادات توضّح الفارق بين الموقف الشخصي والتورط الجنائي، وتشدّد على أن الخلاف السياسي أو الخطاب الانفعالي لا يُعَدّ جريمة.

-قرارات وإيضاحات: الإشارة إلى أوراق قانونية تُضيّق دائرة الاتهامات، وتُفرّق بين الشبهة والدليل المباشر المطلوب للحكم بالإدانة.

هذه المواد لا تُقدَّم كـ«حجج إعلامية»، بل كبنية إثبات تُعيد تعريف السؤال: من ماذا نُدين، وبأي دليل، وأين تنتهي العاطفة وتبدأ العدالة؟

ثالثاً: تفكيك الصورة النمطية التي صنعتها مرحلة التوتّر

في زمن الانقسام، كان من السهل إطلاق التهم جزافًا. لكن الوثائقي يذكّرنا أن العدالة تقوم على الدليل لا على الكلام، وأن الإنسان لا يُدان بما يُشاع عنه بل بما يثبت عليه. العودة إلى هذا المعيار وحده يحمي سمعة الناس من محاكم التفتيش على وسائل التواصل.

رابعاً: الفنان والإنسان… صوتٌ يعود إلى وظيفته الأولى

بعيداً عن الملفات، يبقى فضل شاكر واحداً من أهم الأصوات العربية التي شكّلت ذاكرة وجدانية لجيل كامل. الوثائقي يقدّم فناناً يُراجع ذاته، يعترف بتجارب قاسية، ويتعامل مع جمهوره بوضوح واحترام. الفن هنا ليس «غطاءً» بل مسؤولية: مسؤولية إعادة بناء الجسر مع الناس بالصدق، الالتزام بالتركيز على ما يضيف قيمة حقًا، أقصد هنا الغناء الذي يوحّد ولا يفرّق.

خامساً: لماذا يستحق فضل شاكر فرصة القراءة العادلة؟

لأن الحقّ يُقاس بالدليل لا بالصخب، وقد قُدِّمت وثائق وشهادات تستوجب التوقّف والتأمل.

لأن السمعة رأس مال معنوي، والاعتداء عليها دون بينة قاطعة ظلمٌ مزدوج للفنان وجمهوره.

لأن الفن جزء من السلم الأهلي، ومصالحة الجمهور مع فنان أحبّه تبدأ من مراجعة أمينة للوقائع لا من ترسيم جبهات جديدة.

سادساً: أسئلة مشروعة للجمهور قبل إطلاق الحكم

-هل قرأنا المستندات كما هي، أم اكتفينا بعناوين الآخرين عنها؟

-هل ميّزنا بين موقفٍ نختلف معه، وبين جرمٍ يثبته حكم نهائي قاطع؟

-هل نسمح للوثائقي أن يكون «محضر ضبط» هادئاً يُعدّل تصوّراتنا، أم نُبقي الأحكام معلّقة على ما ترسّب في الذاكرة؟

@shahid

فضل شاكر يحكي قصته بنفسه في دراما وثائقية #يا_غايب_فضل_شاكر من أعمال شاهد الأصلية 20 أبريل على #Shahid #حكايات_لا_تنتهي

♬ original sound – Shahid

وفي الختام: الحقيقة صورةٌ تُستعاد بالعدالة لا بالجدل

لا أحد يطلب من الجمهور أن ينسى. المطلوب أعدل وأسمى: أن نفصل بين الشائعة والحقيقة، وأن نحتكم إلى الوثيقة لا إلى الضوضاء. ما قدّمه الفيلم الوثائقي—من سرد منضبط ومستندات داعمة—يمنح فضل شاكر حقّه في أن تُعاد قراءة قصته بميزان القانون والإنصاف.

وحين نمنح الحقيقة فرصتها الكاملة، سنكتشف أن الصورة الجميلة للفنان لا تُصنع بالتزيين، بل تُستعاد بالصدق، وبالأغنية التي تشبه الناس، وبالعدل الذي يُنصِف الإنسان قبل أن ينال التصفيق.

كل المحبة من فريق عمل منصة كوليس للفنان فضل شاكر وعائلته الكريمة، بانتظار عودتك المشرّفة إلى المسارح قريبًا بإذن الله، مع خالص التمنيات لك بالتوفيق والنجاح دائمًا.

اقرأ أيضًا: فضل شاكر… عودة مرتقبة بعد سنوات الغياب

ليما الملا