قمة واشنطن الأفريقية ولماذا تجاهل ترامب عمالقة القارة مثل مصر وجنوب أفريقيا؟
استضاف البيت الأبيض مؤخرًا قمة خاصة “لقادة أفارقة” ولكنها اقتصرت على خمس دول فقط من القارة التي تتجاوز 50 دولة.
جاء هذا الاجتماع في إطار محاولة لتعزيز العلاقات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، حيث استقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في العاصمة واشنطن، رؤساء دول موريتانيا وغينيا بيساو وليبيريا والسنغال والجابون.
البيت الأبيض
ما هي أهداف القمة؟
أكد مسئول في البيت الأبيض أن هذه القمة عُقدت لتسليط الضوء على “الفرص التجارية” الكبيرة التي توفرها الدول الأفريقية.
وعُقدت محادثة عمل في غرفة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض، حيث دعا ترامب القادة الأفارقة بغرض تقوية الروابط الدبلوماسية وتحقيق أهداف اقتصادية مشتركة، بالإضافة إلى العمل على زيادة التعاون الأمني بين واشنطن والدول المختارة.

لماذا غابت القوى الأفريقىة الكبرى؟
إلا أن القمة لم تشمل الدول الأفريقية الكبرى مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا ومصر وإثيوبيا، التي تعد أكبر اقتصاديات في القارة، وهي دول ترتبط بمجموعة “بريكس” الحالمة بالتحول إلى قوة اقتصادية قادرة على مواجهة النفوذ الغربي.

يُشير الغياب الكبير لهذه الدول إلى وجود تباين في المصالح، وهذا الأمر قد يُعقد العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وأفريقيا.
جنوب أفريقيا
كيف كان تفاعل القادة الأفارقة؟
أثناء الاجتماع، أبدى القادة الأفارقة إعجابهم بترامب، وكانوا متحمسين لتشجيع ترامب على الاستثمار في بلادهم واستغلال مواردها الطبيعية الوفيرة. وأثنى هؤلاء الزعماء على استضافته، معبرين عن سعادتهم بالتفاعل الإيجابي معه، حيث أبدى ترامب بدوره تفاؤله أمام المدح والثناء الذي تلقاه، وقد أبدو رغبتهم في بناء علاقات أكثر عمقًا مع الولايات المتحدة.
تفاعل القادة الأفارقة
ماذا يريد ترامب؟
يسعى ترامب من خلال هذه الاجتماعات إلى جذب المزيد من الاستثمارات والمنافع الاقتصادية، حيث تركز استراتيجيات إدارته على تقوية مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية. تُعتبر إفريقيا، بما تتمتع به من ثروات وموارد، ركيزة مهمة يمكن أن تُسهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي في المستقبل.
ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول استراتيجيات ترامب طويلة المدى تجاه الدول الكبرى، خاصة في ضوء التحذيرات المتكررة بفرض تعريفات جمركية على الدول التي تُعتبر سياساتها “معادية لأمريكا”. فإن نجاح هذه الاستراتيجيات يتطلب توازنًا دقيقًا بين استغلال الفرص الاقتصادية في إفريقيا وتعزيز العلاقات مع القوى الكبرى، مما يضمن تحقيق أهداف النمو الاقتصادي والتنافسية العالمية دون التأثير سلبًا على العلاقات الدولية.
ماذا عن نهاية القمة؟
في ختام القمة، أصبح من الواضح أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا تحتاج إلى إعادة تقييم وتفكير جديد. بينما يظهر القادة الأفارقة حذرهم تجاه مستقبلهم، تواصل الولايات المتحدة جهودها لتعزيز علاقاتها مع مجموعة معينة من الدول.
يتساءل الكثيرون عن سبب اختيار ترامب للاجتماع مع رؤساء دول غرب أفريقيا بالتحديد. هل يعود ذلك إلى إمكانية استفادة الموقع من تعزيز الروابط التجارية بين أوروبا وأمريكا عبر موانئه وموقعه الاستراتيجي؟
ترمب ورؤساء الدول الأفارقه
اقرأ أيضًا: كيف يُغير “القانون الكبير الجميل” حياة المواطنين الأمريكيين؟
ولكن لماذا لم يجتمع مع دول شمال أفريقيا التي تطل على مضيق جبل طارق، الذي يُعتبر نقطة استراتيجية مهمة في التجارة العالمية، حيث يمتد عرضه نحو 13 كيلومترًا ويشكل مسارًا رئيسيًا للشحن بين أوروبا وأفريقيا؟
أما بالنسبة لدول شرق أفريقيا المطلة على باب المندب، فلماذا لم يُعقد اجتماع معها أيضًا؟ يُعتبر باب المندب ممرًا مائيًا حيويًا يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ويمثل نقطة مهمة للملاحة والتجارة العالمية.
السؤال الأهم هنا هو: هل لدى ترامب خطة لتعديل مسارات هذه الممرات البحرية بهدف تسهيل النقل التجاري؟ قد تشمل هذه الخطط تحسين البنية التحتية وتعزيز الشراكات التجارية، والذي بدوره سيساهم في زيادة حركة التجارة بين القارات بعيدًا عن مخاطر الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط.
ليما الملا