تُنتَج مئات المسلسلات خلال شهر رمضان المبارك. مع احترامي لكل هذه الإنتاجات الرائعة، أود أن أتناول هذا المقال للحديث عما يمكن أن يضيف لنا وليس ما يقلل من شأن الآخرين. بعد قراءة هذا المقال، تأمل في إجابة تلخص تجاربك مع المسلسلات السابقة.
عموماً، الأفضلية ليست للمسلسل الذي تحتوي حبكته على الصراع والعقد والحلول فقط، فهذه العناصر هي من أساسيات المهنة. بدونها، يصبح العمل عشوائيًا.
ما يميز مسلسلًا عن آخر هو المصدر الذي انطلق منه. من المفضّل أن يكون مستمدًا من الواقع الذي نعيشه. مصادر القصة قد تكون تاريخية أو من خيال الكاتب أو مستوحاة من حياته الشخصية. ويفضّل أن تكون من تجارب وحياة الآخرين لأنها ستتعامل مع مشاكلهم.
على سبيل المثال، قد ينجذب الجمهور لقصة حب في مسلسلٍ ما، لأنها تشبه تجاربهم الشخصية. هذا أمر جيد. لكن الأمر غير الجيد هو أنها لا تقدم في النهاية حلاً يمنع من الوقوع في تجربة بائسة مثل الأولى. وأنا أطلق على هذا النوع “الفكرة المبتورة”، لأنها تقود المشاهد الباحث عن الحل إلى طريق مسدود.
بمعنى آخر، يجب عرض السبب والنتيجة والحل. تناول قضايا الطلاق واجعل حلقات المسلسل تتناول عواقبه الوخيمة (مثل ضياع الأولاد وتفكك الأسر)، ثم اعمل على التخفيف منها وحلها. عرض دمعة طفل فقد أمه بسبب الطلاق يمكن أن يرسل رسالة قوية للمجتمع وتذكيرهم.
في النهاية، يجب على كاتب السيناريو أن يجعل كل المشاهد واللقطات والحوار الدرامي تصب في مكان واحد يشبه غرفة عمليات، يتعافى فيها المجتمع من مشاكله وأمراضه.
مثلاً، هناك العديد من الأفكار التي يجب على الدراما العربية معالجتها مثل: البطالة في الوطن العربي، نسبة الطلاق المرتفعة، القضايا الصحية، الزواج، الخلافات الأسرية، الإدمان، آفات مواقع التواصل الاجتماعي. يجب أن نركز على جماليات الرسالة ورُقيّها، كما نركز على الجانب الإخراجي، لأن الفائدة هي ما سيبقى في ذاكرة المشاهدين.
أنور العواضي
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

