كوليس: الفن أولاً… والحياد منهجنا
فضل شاكر

كيف سافر الفنان فضل شاكر بأذواقنا إلى الزمن الجميل بأغنية “روح البحر”؟

بصوت يجمع كل الأحاسيس، وكلمات تلملم ما تفرق من المشاعر، وبلحن يغمر الروح حنينًا، ويسافر بخواطرنا إلى مسافات بين الخيال والحقيقة، يأتي فضل شاكر بأغنية روح البحر، ليعيد عقارب الساعة إلى أيام مضت و أحدثت فراغًا عميقًا في أنفسنا، أو فراقًا ألهبَ مشاعرنا..

بالأمس، كان الفنان المبدع فضل شاكر قد أطلق أغنية “صحاك الشوق” التي اقترنت بفترة الصباح الباكر وكبَّاية القهوة، وحملت حكايات الأحبة، في البُعد والغربة التي تشعل الاشتياق في الأرواح.

ولاقت رواجًا كبيرًا حيث حققت خلال ثلاثة أسابيع أكثر 57 مليون مشاهدة، وما هي إلا فترة بسيطة ليطلق أغنية “روح البحر” التي اقترنت بلحظات الغروب، وتلك الأمسيات الهادئة، وكأنها مكمِّلة لأغنية “صحّاك الشوق” التي اقترنت بالصباح، ليُعطي دورةً كاملةً لحياتنا اليومية!

لماذا عنوان أغنية روح البحر جذاب؟

اختار الفنان فضل شاكر، عنوان “روح البحر” لأغنيته الجديدة وهذا الشيء لم يكن بمحض الصدفة، ولكن كان مدروسًا بعناية فائقة واختيارًا موفقًا، فلو لاحظنا الأغنية وكلماتها التي وظِّفتْ لحشد أحاسيس المستمع، فإنها تشبه البحر، بهدوءه وعواصفة، بأمواجه المُخيفة وسكونه الغريب، بمدِّهِ وجَزره.

أغنية “روح البحر” مليئة بالمشاعر

كررتُ سماع الأغنية أكثر من مرة، ولاحظتُ أنها فيها هندسة موسيقية عجيبة، تجعل المشاعر تتدفق بل وتحرك الأحاسيس كما تحرك أمواج البحر القوارب.

وما يميز أغنية “روح البحر” أن كلماتها مليئة بالمعاني الفيّاضة بالمحبة، ولحنها مشحون بالحيوية والإيجابية التي ترسم ملامحًا لحياةٍ ضاحكة رغم القسوة المحيط.

فمن المعروف أن الإنسان إذا حزن ذهب إلى البحر ليُفرغ أحزانه في لحظات الغروب، وهذا ما طغى على محتوى ومضمون الأغنية.

“روح البحر ” أغنية تروي فصول الحياة

كتبت كلمات أغنية “روح البحر” الشاعرة جمانة جمال ووزعها بزاف، لكن الشيء الإبداعي في الصورة النهائية للأغنية، هو أن كل ما فيها شكَّلَ الأغنية التي ظهرت إلينا بإبداع وتألق فريد.

حيث أشعرَ الفنان فضل شاكر جمهوره العريض، بأنه يروي حكاياتهم المنسية، وآحلامهم المدفونة وفصول حياتهم بل وحتى وآمالهم وذكرياتهم..
بإبداع موسيقي فريد، يجمع بين اللون الموسيقي العصري ولون الزمن الجميل الذي اندثر واشتقنا له.

اقرأ أيضًا: “قلبي شاطر” لعاصي الحلاني.. أغنية وُلِدت من القلب واحتضنتها الأذواق

أخيرًا، لا غرابة أن يتفاعل الجمهور مع أغاني فضل شاكر بهذا الشغف الكبير، والحماس النادر؛ لأنها أعمال وراءها جُهد كبير وإحساس دافق، وروح تحب الفن، ونبره تتنقل بين طبقات الصوت بذكاء بالشكل الذي يشبه إحساس المستمع. وهذا ما يجعل العمل الموسيقي ينبض له القلب، وترفرف له روح الجمهور الذي يشعر بفراغ، وحنان، ويبحث عن شعور صادق، يجد الكثير منه في أغنية “روح البحر”!

فضل شاكر من خلال أغنية “روح البحر” استطاع أن يضع عنوان لحياة سعيدة، أو لقاء صادق، أو لحظات دافئة للذكريات التي يجب أن يتركها الأحبة في مشاعر وقلوب أحبتهم.. واختتم المقال بسؤال أخير: ماذا تركنا في صفحات مَن نُحِب؟!

 

أنور العواضي