في عالم حيث يمكن أن يكون التعرض للرفض أو الإهانة مدمراً، سواء كان ذلك في المنزل، الشارع، الأماكن العامة، العمل أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدأ الكثيرون في شعورهم بالألم النفسي عندما يفقدون مصادر الراحة والاعتراف.
صبحي عطري يعد مثالاً مؤلماً؛ لم يستطع تحمل وطأة الإقصاء، رغم أنه كان بإمكانه استكشاف فرص جديدة وحياة أفضل.

هذا الإحساس بالفقدان يشمل فئات عديدة، من الفنانين القدامى إلى المشاهير الشباب، وحتى الأفراد العاديين الذين يواجهون التنمر والاعتداء العلني.
دراسة نفسية هامة تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الرفض الاجتماعي يظهرون نشاطًا في نفس مناطق الدماغ التي تتنشط عند الإحساس بالألم الجسدي، مما يؤكد أن الألم النفسي والرفض يمكن أن يؤثرا بعمق في حياة المرء الصحية والنفسية.
هذه المعاملة القاسية قد تطال الجميع: القريب والصديق والبعيد، وتترك ضحاياها يكابدون الشعور بالقهر والعجز.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة آل عمران، آية 159: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ”، تشجع هذه الآية على تبني العفو والرحمة كأسلوب حياة.
في الكتاب المقدس، هناك مقاطع تحمل روح مشابهة للآية القرآنية المذكورة، وتؤكد على اللطف والرحمة.
أحد هذه المقاطع هو من رسالة بولس إلى أهل أفسس، حيث يقول: “كُونُوا لُطَفَاء وَشَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ فِي الْمَسِيحِ” (أفسس 4: 32)، هذا المقطع يشجع على التعامل باللطف والتسامح مع الآخرين.

اقرأ أيضًا: رسالة مؤثرة يجب أن تقرأها بعد رحيل الإعلامي صبحي عطري
أثبتت التجارب أن الانزلاق نحو القساوة بألفاظنا وتصرفاتنا يمكن أن يحصر الأفراد في دوامة من الألم النفسي.
لذلك، يجب أن يصبح هدفنا هو تخفيف هذه الآلام من خلال تشجيع التفاهم واللطف بدلاً من الانتقاد والهدم.

بتبني هذا النهج، لا نسعى فقط لتحسين حياة الآخرين، بل لنبني مجتمعًا أكثر تراحماً وحرصاً على السلامة النفسية للجميع.
وعلاوة على ذلك، فإن ممارسة العفو والرحمة يمكن أن تساهم في زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين (Serotonin) والإندورفين (Endorphins)، مما يعزز من الشعور بالراحة والفرح.
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

