في عالمٍ اعتاد أن يُملي على المرأة كيف تبدو وكيف تتصرّف، خرجت ماريتا الحلاني عن المألوف لتقول: “أنا كما أنا.”
بعد مرحلة صعبة من حياتها الشخصية، لم تختر الانكسار، بل اختارت المواجهة. قصّت شعرها، وارتدت بدلة مع كرافات، في مشهدٍ كان صرخة فنية أكثر منه إطلالة عابرة.
حين علّق البعض قائلين: “ألن يراك والدك بهذا اللباس؟”، أجابت بثقة وذكاء:
“هو من ألبسني الكرافات.”
بهذا الرد القصير، بهذا الرد القصير، جعلت الناس يعيدون التفكير في فكرة كانت راسخة في عقولٍ كثيرة، وهي أن المرأة تُقاس بمظهرها لا بوعيها.
في أغنيتها “Solo”، قدّمت ماريتا رسالة عميقة عن الأنوثة الجريحة التي تنهض من رمادها. لم تغنِّ لتنال إعجابًا، بل لتُذكّر الجميع أن الصوت الحقيقي لا يُسكَت بالتنمر.
وفي عملها الجديد، بأغنيتها التي تقول:
“الغيم غطى راس الجبل، صغير الولد اللي فيي انقتل…”
تتحدث عن الألم كمن عرفه جيدًا، لكنها تنهي اللحن بنبرة حياة، وكأنها تقول: «ما زلت هنا، وسأكمل.»
ماريتا الحلاني ليست مجرد ابنة فنان كبير، بل فنانة صنعت ملامحها بجرأة، وثبّتت حضورها بصدق.
هي صورة لجيلٍ جديد من النساء العربيات، اللواتي لا يخشين أن يكنَّ أنفسهن — حتى لو غطّى الغيم رأس الجبل.
اقرأ أيضًا: كيف تجسّد ماريتا الحلاني رسالة الشجاعة بعد التحديات بإطلالتها الخاطفة؟
ليما الملا