مبابي

مبابي أول لاعب كرة قدم يسجل هدفًا في مرمى الإنسانية بهذا الشكل!

من جانب مادي كلُّنا كنا أطفالًا، والطفل إذا أراد شيء، فإنه يطلبه من ابيه، ولا يكترث أصلًا ما إذا كان هذا الشيء رخيص أو غالي؟

ممكن أو غير ممكن؟

إنما يفكر بشيء واحد، وهو كيف يحصل عليه؟!

أما من جانب تفاعلي ونفسي، فإن الكثير منا كان يحلم إنه يزور مثلًا جدته لتحكي له قصةً ما، أو يذهب إلى أطفال الجيران ليلعب معهم لعبة تتسبب له غالبًا بالضرب الذي يتحول من أجمل الذكريات فيما بعد، ولكن الطفل الفرنسي لورينزو لم يطلب ذا أو ذاك، وإنما طلب أن يلتقي باللاعب الشهير مبابي فماذا حصل؟

بالفعل الطفل الفرنسي الذي كان يعاني من مرض خطير، وكان حلمه أن يلتقي باللاعب مبابي، فاستأجر مبابي طائرةً، وحقق حُلم الطفل لورينزو، وذلك بعدما نسقت وتواصلت الأسرة مع نادي (رجال مدريد)!!

ربما لأنني لستُ من أهل الرياضة، فقد يستغرب البعض، إنني حتى لا أفقه أن اسم النادي “ريال مدريد”، وهذا غير صحيح، وإنما من باب أن لكل مقامٍ مقال، وهنا الأمر لا يتعلق، بوصف أسطورة الهجوم، أو الدفاع، والراسية والمرتدة..، لحتى أتقيد بالاسم، وإنما يتعلق بميدان الإنسانية.

أخيرًا، صحيح أن رياضة الأبدان جميلة لصحة الجسم، وكذلك لرشاقة وشباب المظهر، ولكن صدقني أن رياضة النفس هي الأجمل، لأنه مهما مارس الإنسان الرياضة الدنية، وهو من الداخل مريض بالعُجب أو الغرور والكبرياء.. فإنها لن تنفعه أبدًا، فالأمراض تبدأ من الداخل لا من الخارج.

الفكرة التي أريد إيصالها:

هناك نوع آخر من الرياضة، وهي رياضة النفس، ولياقة المشاعر، ومرونة القلب، وتمريرات جبر الخواطر، وهذه مهارات نفسية يجب أن نلعبها في مياديننا بشكلٍ يومي، لأنها تُخرجنا في التصفيات النهائية من نوادي الحياة، بأعلى عدد من نقاط الإنسانية، وبأكبر قدر من ألقاب النبل.

أنور العواضي