مجاعة غزة… حين يفشل العالم في إنسانيته
في لحظة مأساوية وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها “فشل للإنسانية”، أعلن تقرير أممي وصول الوضع الغذائي في مدينة غزة ومحيطها إلى المرحلة الخامسة، وهي الأعلى والأشد خطورة في تصنيف الأمن الغذائي العالمي. المرحلة التي تعني ببساطة: جوع، فقر مدقع، وموت.
أكثر من نصف مليون إنسان في غزة يواجهون ظروفاً “كارثية”، بينما يهدد سوء التغذية حياة أكثر من 132 ألف طفل دون سن الخامسة حتى عام 2026، وفق التقرير. منذ اندلاع الحرب، توفي 271 شخصاً بسبب الجوع، بينهم 112 طفلاً، في مشهد يختصر معنى الانهيار الكامل للحياة.
قصص الأهالي تكشف وجهاً إنسانياً مؤلماً يتجاوز الأرقام. ريم، أم لخمسة أطفال، تقول: “لم نذق طعماً للبروتين منذ خمسة أشهر، أصغر أطفالي لا يعرف شكل الفاكهة ولا طعمها”.
أما رضا، 29 عاماً، فتروي أن طفلتها لاميا البالغة خمس سنوات هبط وزنها من 19 كيلوغراماً إلى 10 فقط: “كل هذا فقط بسبب المجاعة… لا يوجد شيء لتأكله، لا خضار ولا فواكه”.
الأمم المتحدة وحكومات عدة، من بينها بريطانيا، حمّلت إسرائيل مسؤولية “المجاعة المتعمدة” نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات، بينما تنفي إسرائيل وجود سياسة “تجويع”، مؤكدة أنها سمحت بدخول ملايين الأطنان من المساعدات.
لكن على الأرض، تصف المنظمات الإنسانية ما يصل من إمدادات بأنه “قطرات لا تكفي لإنقاذ الأرواح”.
المشهد في غزة اليوم هو أكثر من أزمة إنسانية؛ إنه امتحان أخلاقي للعالم بأسره.
فالمجاعة ليست لغزاً طبيعياً ولا كارثة بيئية، بل هي – كما قال غوتيريش – “كارثة من صنع الإنسان، إدانة أخلاقية، وفشل للإنسانية كلها”.
ويبقى السؤال: إلى متى سيدفع الأطفال ثمن السياسة، فيما يقف العالم شاهداً على مجاعة يمكن وقفها.
اعيد صياغته الخبر بشكل مختصر تغريدة عبر إكس واكتب له عنوان هشتاجات اعيد صياغته الخبر بشكل مختصر تغريدة عبر إكس واكتب له عنوان هشتاجات.
اقرأ أيضًا: محمد أبوعبيد… صوت الإنسانية يصف وجع غزة
ليما الملا