محمد فضل شاكر يستحق الجائزة بجدارة
انتشر مؤخراً منشور يتهم لجنة موريكس دور بارتكاب “فضيحة” بعد تكريم نجل الفنان فضل شاكر، وربط ذلك مباشرة باسم والده، بما يحمله من خلفيات سياسية وقضائية لا تزال عالقة في ذاكرة اللبنانيين.
أولاً: التمييز بين الفنان والابن
المبدأ الأساسي في أي تكريم هو التركيز على المكرَّم نفسه، لا على عائلته. ابن فضل شاكر شق طريقه الفني باسمه وصوته وجهده، وله جمهوره الذي يتابعه. تحميله وزر خيارات والده أو ماضيه أمر غير عادل، ومنافٍ لأبسط معايير الموضوعية والإنصاف.
ثانياً: الفن ليس ساحة محاكمة
المهرجانات الفنية، وعلى رأسها موريكس دور، وُجدت للاحتفاء بالإبداع الفني والإنتاج الثقافي، لا لملاحقة الملفات القضائية أو السياسية. العدالة لها مؤسساتها وقنواتها الخاصة، ولا يجوز أن تتحوّل المنصات الفنية إلى بديل عن المحاكم. الخلط بين الاثنين يظلم الفنانين الشباب ويشوّه صورة الفن كجسر للتواصل والإنسانية.
ثالثاً: احترام الجيش لا يكون بالتشهير
لا أحد ينكر التضحيات الكبيرة التي قدّمها الجيش اللبناني وشهداؤه في سبيل حماية الوطن. لكن الدفاع عن هذه التضحيات لا يكون عبر شيطنة الحفلات الفنية أو التشكيك في نوايا لجان التحكيم. احترام الجيش يترسّخ من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الخطاب الانقسامي الذي يزيد الشرخ بين اللبنانيين.
رابعاً: الاعتذار مطلب مبالغ فيه
الدعوة إلى أن يقدّم فادي الحلو و زاهي الحلو اعتذاراً علنياً للشعب اللبناني وسحب الجائزة، فيه تحميل للأمور أكثر مما تحتمل. فالمهرجان لم يكرّم فضل شاكر، بل ابنه الذي له مسيرته المستقلة. أي خلط بين الاثنين هو اجتهاد شخصي يفتقد للموضوعية.
وفي الختام
النقد البنّاء حق مشروع، لكن تحويل منصة فنية إلى ميدان للاتهامات السياسية، وجرّ أبناء الفنانين إلى دوامة الانقسامات، لا يخدم لا صورة لبنان ولا سمعة الفن اللبناني. المطلوب أن نرتقي بالحوار، ونفصل بين العدالة التي لها قاعات المحاكم، وبين الفن الذي له منصاته وجمهوره.
الفن ليس أداة لتصفية الحسابات، بل نافذة للأمل، ورسالة سلام تتجاوز الجراح والخصومات.
اقرأ أيضًا: شاهد صورة محمد فضل شاكر تزين مطار رفيق الحريري؟
ليما الملا