من رجال الأعمال إلى سيدات المنصّات: كيف غيّرت فوربس قوانين اللعبة؟
فوربس

من رجال الأعمال إلى سيدات المنصّات: كيف غيّرت فوربس قوانين اللعبة؟

في يومٍ ما، كانت قوائم فوربس نقطة لقاء بين رجال يرتدون بدلات قاتمة، يستيقظون قبل الفجر، يتفاوضون على صفقات مليارية، ويخسرون أو يربحون بمقدار حركة سهم واحدة. كانت الأسماء ثقيلة، الأرقام أثقل، والصورة العامة واضحة: الثروة تصنعها المصانع والبنوك والموانئ.

ثم تغيّر العالم.

لم تتغير فوربس فقط، بل تغيّر تعريف العمل نفسه.
تغيّر السوق، تغيرت أدوات التأثير، وتغيّرت عملة القيمة:
لم يعد فقط المال، بل التأثير، الحضور، والصوت.

لهذا، حين تُنظم فوربس الشرق الأوسط قمة المرأة 2025 في الرياض تحت شعار “إلهام بلا حدود”، فهي لا تستعرض أسماءً بقدر ما تُوثّق مرحلة انتقال حضارية:
من نماذج النجاح التقليدية… إلى قصص الحضور والتمثيل والتأثير.

لكن ماذا حدث بالضبط؟

لم تعد المرأة تحتاج إلى مكتب من الرخام أو أرشيف جوائز كي تُسمع.
أصبحت المنصة هاتفاً.
والمنبر شاشة.
والجمهور العالم.

نجاح المرأة اليوم لا يقاس فقط بعدد الأصول التي تديرها…
بل بعدد الأرواح التي تُلهمها.

ولهذا، جاءت القمة بحضور أميرات، رائدات فكر، أكاديميات، وسيدات من مجتمعات مؤسساتية… إلى جانب نساء من الفضاء الرقمي اللواتي بَنَيْنَ مجتمعات من الولاء والتأثير بلا جدران ولا مكاتب.

هذا ليس تنازلاً من فوربس، ولا مجاملة للترند.
بل اعتراف بواقع جديد:
القوة اليوم ليست فقط في الاقتصاد، بل في القدرة على صناعة توجهات المجتمع.

والمفارقة الجميلة؟

المنصات الاجتماعية بدأت كمساحة “ترفيه”.
ثم تحولت إلى “نافذة”.
ثم إلى “منصة قيادة رأي”.
ثم… أصبحت ميدان نفوذ حقيقي.

نعم، تغيّر الزمن.
تغيّر مقياس الثراء.
وتغيّرت رموز النجاح.

والمرأة أدركت ذلك بسرعة، ليس لأنها “تريد الظهور”، بل لأنها تفهم الإنسان:
تعرف كيف ترى، تسمع، تلمس… وتؤثر.

القمة في الرياض جاءت لتقول ببساطة:

المرأة ليست “ضيفاً” على المشهد.
وليست “عنوان دعم”.
ولا “فقرة تحفيزية”.

المرأة اليوم
صانعة قرار،
راعية مؤسسات،
قائدة تحولات ثقافية،
ومن المؤكد… صاحبة صوت مسموع.

وإذا كان البعض يسمي ذلك:
“تحول فوربس من رجال الأعمال إلى نساء السوشيال ميديا”
فنحن نفضل تسميته:

“تحول العالم إلى عصر المرأة المؤثرة.”

زبدة الكلام

ليس الموضوع انتقال سلطة، ولا استبدال أدوار.
الموضوع أبسط وأعمق:

الواقع لم يتغيّر بقدر ما تغيّر إدراكنا له.
فالمرأة لم تتقدّم إلى الأمام اليوم،
بل أصبحنا فقط نرى مكانها الحقيقي كما هو. برأيك… ما هو المقياس الحقيقي للنجاح اليوم؟
المال؟ التأثير؟ أم أمر أعمق من ذلك؟

اقرأ أيضًا: من قوائم المليارديرات إلى قوائم المؤثرين: هل غيّرت فوربس تعريف “النجاح”؟

ليما الملا

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *