من منصة الإعلام إلى قفص الاتهام… حكاية سارة خليفة وصفعة لحديثي النعمة

كم من مؤثر يملك ثروات مشبوهة ما زال يسرح ويمرح بحرية، يغوي الناس ببريق زائف يخفي وراءه عالماً مظلماً؟

واليوم، تتسارع الأخبار وتتصدّر العناوين، لكن ما كشفته التحقيقات فاق كل ما يمكن تصوره. تشكيل عصابي ضخم، 28 متهمًا، بينهم الإعلامية والمنتجة سارة خليفة، في قضية تصنيع وترويج وتهريب مخدرات بمئات الكيلوغرامات، وأدلة تفتح أبوابًا على عوالم مظلمة خلف الكواليس.

مشهد البداية… المعمل الكيماوي يفضح الأسرار

التقرير الفني جاء كصفعة على وجه كل من اعتقد أن الأمر مجرد شائعة: أكثر من 648 كيلوجرامًا من مادة “إندازول كاربوكساميد” المخدرة، عشرات الكيلوغرامات من المساحيق والسوائل التي تدخل في تصنيعها، وأدوات احترافية للإنتاج، من قناع الغاز إلى أجهزة العجن والأسطوانات الزجاجية الضخمة. كل قطعة عُثر عليها كانت دليلًا على صناعة كاملة تدور في الخفاء.

القصة الموازية… واقعة التعذيب التي هزّت الرأي العام

لكن الصدمة لم تتوقف عند المخدرات؛ فالأجهزة ضبطت هاتفًا ذهبي اللون يحمل شعار أسد، وفيه مقاطع مصورة داخل شقة سارة بالعجوزة، تُظهر اعتداءً وحشيًا على شخص، بالضرب وهتك العرض، وسط إصابات واضحة. الخلافات المالية كانت الشرارة، والاستدراج والتوثيق كانا السلاح.

في أروقة التحقيق

اعترفت سارة أن التسجيلات صُورت في منزلها وأن صوتها موجود في أحد المقاطع، لكنها أنكرت المشاركة في الاعتداء، مشيرة إلى أن الحادثة كانت نتيجة شجار بين الضحية وآخرين. وبررت وجود المجني عليه في شقتها بأنه كان يعمل سائقًا لديها، ودخل باستخدام نسخة من مفتاح المنزل أثناء سفرها.

حياة بين الإعلام والمال

ولدت سارة خليفة عام 1986، درست الحقوق والإعلام، وقدمت برامج منوعات على قنوات محلية وعربية، قبل أن تنتقل إلى دبي وتؤسس شركتها الخاصة في تنظيم الحفلات، حيث تعاملت مع نجوم المهرجانات والفنانين الكبار، محققة أرباحًا تصل إلى 50 ألف دولار عن الحفل الواحد، مع 12 إلى 15 حفلًا سنويًا. استثمرت في الذهب، وشاركت في عيادة تجميل، وتباهت بدخل شهري يصل إلى نصف مليون جنيه.

الواجهة البراقة… وما وراءها

علاقاتها في الوسط الفني امتدت من عمر كمال وحسن شاكوش إلى محمد منير ومحمد حماقي، وظهرت في برامج تلفزيونية وأعمال فنية، لتكوّن صورة عامة لامرأة ناجحة ومؤثرة، قبل أن تنهار هذه الصورة أمام تفاصيل القضية.

القضية أمام المحكمة

النيابة وجهت لها ولـ27 متهمًا آخرين اتهامات تتعلق بجلب وتصنيع وترويج المخدرات، بالإضافة إلى جرائم الاعتداء وهتك العرض. القضية باتت أمام محكمة جنايات القاهرة الجديدة، والجمهور يترقب… فهنا، لا نتحدث عن ملف واحد، بل عن تشابك جرائم وأحداث، تتقاطع فيها الأموال، النفوذ، العنف، والمخدرات.

رسالة منصة كوليس… إلى كل “حديثي النعمة”

إلى كل من يملأ الشاشات وصفحات التواصل بالحديث عن الطائرات الخاصة، الماركات الفاخرة، الخواتم البراقة، والسيارات المليونية… من أين لكم هذا؟ لماذا تستفزون مشاعر الناس وتلعبون بأعصاب جمهور يكافح لتأمين لقمة العيش؟ أتعلمون أنكم بذلك تدفعون بعضهم إلى البحث عن المال بأي طريقة، حتى لو كانت أقصر الطرق هي الأخطر؟ متى تنتهي هذه المسرحية المخيفة، ومتى يدرك الممثلون أن الجمهور بدأ يقرأ النصوص بين السطور؟

اقرأ أيضًا: نيابة القاهرة تقرر حبس الإعلامية سارة خليفة مجددًا ما القصة

ليما الملا