من “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب”: لماذا يحدث هذا في أمريكا؟
شيكاغو

من “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب”: لماذا يحدث هذا في أمريكا؟

في تصريح أثار الجدل داخليًا وخارجيًا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبارته المستفزة: “أعشق رائحة الترحيلات في الصباح”، قبل أن يضيف تهديدًا مباشرًا لمدينة شيكاغو قائلاً: “شيكاغو على وشك أن تعرف لماذا تم تسميتها وزارة الحرب”.

هذه الكلمات لم تكن مجرد انفعال لحظي، بل تكشف تحولات خطيرة في العقلية السياسية الأميركية، وتضع علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بين الدولة والمجتمع.

من الدفاع إلى الحرب ودلالات المصطلح

تقليديًا، كان يطلق على الجهة المسؤولة عن الجيش الأميركي اسم “وزارة الحرب” حتى عام 1947، قبل أن يتم استبدال التسمية بـ”وزارة الدفاع” لترسخ خطابًا أكثر سلمية، يركز على حماية البلاد لا مهاجمة الآخرين.

إعادة ترامب لاستحضار مصطلح “وزارة الحرب” ليس زلة لسان، بل يؤكد خطابًا شعبويًا يقوم على المواجهة والتصعيد، سواء مع الخارج أو مع الداخل.

شيكاغو
شيكاغو

لماذا شيكاغو؟

مدينة شيكاغو كانت دائمًا عنوانًا للجدل في أميركا:

١-ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة وأعمال العنف.

٢-ملف الهجرة غير الشرعية، حيث تضم أعدادًا كبيرة من المهاجرين من أميركا اللاتينية.

٣-صراع دائم بين سلطات الولاية (إلينوي) والبيت الأبيض، حيث تميل الولاية إلى الديمقراطيين وتعارض سياسات ترامب.

باختصار، شيكاغو ليست مجرد مدينة في خطابه، بل نموذج لكل ما يريد ترامب أن يواجهه: المعارضة السياسية، الهجرة، والجريمة.

الترحيلات كسلاح سياسي

تهديد ترامب باستخدام الحرس الوطني وموظفي الهجرة في عمليات ترحيل جماعية يثير قلقًا واسعًا لعدة أسباب:

١- تسييس الأجهزة الأمنية: بدلاً من كونها أداة لحماية الأمن الداخلي، تتحول إلى وسيلة ضغط على المدن والولايات المعارضة له.

٢- تصعيد المواجهة الداخلية: بدل البحث عن حلول اجتماعية واقتصادية للجريمة والهجرة، يتم اللجوء إلى الحلول العسكرية والأمنية.

٣- استعراض القوة: ترامب يخاطب قاعدته الانتخابية التي ترى في “الحزم الأمني” عنوانًا للقيادة الحقيقية.

انعكاسات داخلية وخارجية

داخليًا: يهدد هذا النهج بتوسيع الفجوة بين البيت الأبيض والولايات، ما قد يضعف النظام الفدرالي القائم على التوازن بين السلطة المركزية وسلطات الولايات.
خارجيًا: يظهر للعالم أن أميركا لم تعد تخجل من خطاب “الحرب” حتى مع مواطنيها، ما يضعف صورتها كدولة قانون وديمقراطية.

خلاصة المقال

من “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب”، يكشف خطاب ترامب أن المشكلة ليست مجرد أمنية أو تنظيمية، بل أيديولوجية في المقام الأول. الرئيس الأميركي يفضّل لغة القوة والمواجهة على لغة الحوار والحلول المتوازنة.

وتهديده لشيكاغو ليس سوى إنذار لما قد يشهده الداخل الأميركي من تصعيد غير مسبوق، حيث تتحول المدن إلى ساحات معارك سياسية وأمنية، ويُختزل المواطن إلى مجرد رقم في معادلة “الترحيل أو الإخضاع”.

اقرأ أيضًا: كيف أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شائعات وفاته؟!

ليما الملا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *