نانسي بيلوسي… نهاية فصل طويل في السياسة الأمريكية
نانسي بيلوسي

نانسي بيلوسي… نهاية فصل طويل في السياسة الأمريكية

بعد أكثر من أربعة عقود في قلب السياسة الأمريكية، أعلنت نانسي بيلوسي اعتزالها الحياة البرلمانية.
الخبر لم يكن سياسيًا بقدر ما كان لحظة تأمل في مسيرة امرأة استطاعت أن تغيّر ملامح السلطة في واشنطن.

بيلوسي، التي تبلغ اليوم 85 عامًا، لم تكن سياسية عادية؛ بل كانت أول امرأة تتولى منصب رئيسة مجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة. منصب يجعل صاحبه ثاني أهم شخصية سياسية بعد نائب الرئيس، وخطوة واحدة فقط عن كرسي الرئاسة.

منذ انتخابها عام 1987 لتمثل سان فرانسيسكو، صعدت بيلوسي بثبات، حتى أصبحت الصوت الأقوى داخل الحزب الديمقراطي، وواحدة من رموز القوة في العاصمة الأمريكية. لم تكن خطاباتها حادة فقط، بل كانت معاركها كذلك:
كانت حاضرة في تمرير قانون التأمين الصحي في عهد باراك أوباما، وقادت ملفات كبرى في البنية التحتية والمناخ خلال عهد جو بايدن.

وفي المقابل، كانت خصمًا شرسًا لدونالد ترامب.


لم ينسَ العالم تلك اللحظة التي مزقت فيها نسخة خطاب “حالة الاتحاد” أمامه على الهواء، في مشهد أصبح رمزًا للمواجهة المفتوحة بينهما. هي أيضًا من قادت محاولتي عزل ترامب من منصبه، وإن لم تنجح في إبعاده، لكنها أثبتت أن السلطة قد تكون صوتًا، لا مقعدًا.

وفي إعلانها الأخير، قالت بيلوسي بصوت يختلط فيه الفخر بالعاطفة:

“لقد صنعنا التاريخ. تقدّمنا. والآن علينا أن نواصل حماية ديمقراطيتنا.”

ثم وجّهت رسالتها إلى مدينتها الأولى والأخيرة:
“سان فرانسيسكو… اعرفي قوتك.”

اعتزالها لا يعني غيابها الكامل؛ فبيلوسي ستبقى، كما يبدو، حاضرة في الكواليس.
لكن مشهدها وهي تغادر الكونغرس سيبقى لحظة رمزية:
رحيل جيل، وبداية تحول جديد في السياسة الأمريكية.

مهما اختلفت الآراء حولها، تبقى الحقيقة واضحة:
نانسي بيلوسي تركت أثرًا لن يُمحى بسهولة.

اقرأ أيضًا: ترامب يعلّق على أول اختبار انتخابي في ولايته الثانية: “لم يكن جيداً للجمهوريين”

ليما الملا

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *