في واقعة لم يعتدها العالم من قبل، تصدّرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت عناوين الصحف بعدما ردّت على سؤال أحد صحفيي Huffington Post بعبارة مفاجئة: “أمك هي اللي طلبت”.
الجملة التي بدت وكأنها خرجت من مناظرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا من منصة رسمية تمثل أعلى سلطة تنفيذية في الولايات المتحدة.
الواقعة أشعلت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بين من اعتبرها “زلة لسان” غير مقصودة، ومن رأى فيها انعكاساً حقيقياً لأسلوب إدارة ترامب في التعامل مع الصحافة. فهل نحن أمام لحظة جديدة تكشف انهيار الحدود التقليدية بين الرسمي والشخصي في الخطاب السياسي الأمريكي؟
منذ عودة دونالد ترامب إلى الساحة الانتخابية، تصاعدت اللغة الشعبوية إلى مستويات غير مسبوقة، وأصبحت السخرية والتحدي جزءاً من أدوات السياسة.
ليفت، التي وُصفت بأنها “ترامب في نسخة أنثوية”، تمثل جيلاً جديداً من السياسيين الذين يتقنون فن الصدام العلني أكثر من فن الحوار الدبلوماسي.
في المقابل، يرى البعض أن ما قالته ليس سوى غضب متراكم من أسئلة إعلامية منحازة، وأن الإعلام الأمريكي نفسه ساهم في تآكل الاحترام المتبادل بين السلطة الرابعة وصنّاع القرار.
مهما كانت التبريرات، تبقى الواقعة مؤشراً على تحوّل عميق في ثقافة الخطاب السياسي الأمريكي، حيث لم يعد الاحترام هو المعيار، بل القدرة على جذب الانتباه وكسب معركة “الترند”.
السؤال الجدلي:
هل يُمكن تبرير هذا الانحدار في الخطاب السياسي باعتباره “تطوراً في الصراحة”، أم أنه بداية النهاية لمفهوم اللياقة السياسية في أكبر ديمقراطية في العالم؟
اقرأ أيضًا: اتهام بولتون.. بين سرّ الدولة وعبث السرد الشخصي
ليما الملا
@alarabiya بعد جدل إجابة كارولاين ليفيت.. البيت الأبيض يدافع عن إجابة “أمك” ويؤكد: الرد أكثر من مناسب #العربية