ترامب والسلم الكهربائي: كوميديا سياسية
ترامب

هل منصة X تتحول إلى دار نشر لآل ترامب؟

في لقطة تحمل الكثير من المفارقة، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منشور على منصة X ليعلن بفخر أن كتاب ابنه إريك، المعنون “UNDER SIEGE”، قد احتل المرتبة الأولى على موقع أمازون.

لم يكتفِ ترامب بالتغريدة، بل قام بتثبيتها على حسابه وكأنها بيان رسمي صادر من البيت الأبيض!

من التغريد إلى الترويج

اللافت أن حساب ترامب على المنصة لم يعد مجرد ساحة سياسية أو منبر لانتقاد الخصوم، بل تحول تدريجيًا إلى ما يشبه مكتبة عائلية رقمية، حيث تُعرض كتب العائلة وكأنها إنجازات وطنية تستحق التصفيق.

برنارد شو، لو كان حاضرًا، لقال ساخرًا: “إنها ديمقراطية السوق، حيث يُستبدل البرلمان بحساب X، والخطابات الانتخابية بعروض كتب موقَّعة بتوقيع العائلة.”

نجاح أم دعاية؟

قد يقول البعض إن وصول الكتاب إلى المرتبة الأولى دليل على قوته وانتشاره، لكن آخرين يرون أن ما جرى ليس إلا نتيجة آلة دعائية ضخمة تحوّل كل ما يخص آل ترامب إلى “ترند” مؤقت.

السؤال هنا: هل هذا النجاح صدى حقيقي لصوت القراء، أم مجرد صدى لصوت الأب الذي لا يكف عن الترويج لنجله؟

منصة أم دار نشر؟

حين تُستخدم المنصات الرقمية الكبرى كمنصات شخصية للتسويق العائلي، يصبح السؤال مشروعًا: هل ما نشهده هو تطور طبيعي في عصر الإعلام الجديد، أم بداية لتحويل منصة X إلى دار نشر غير رسمية لكتب آل ترامب؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما القادم؟ هل سنرى قريبًا عروض خصم على كتب العائلة مرفقة بتغريدات انتخابية؟

مفارقات الواقع

الأمر الغريب والعجيب أن ترامب، الذي طالما انتقد “النخب الإعلامية” وهاجم “احتكار الشركات”، يستخدم اليوم المنصات نفسها لتمرير خطاب عائلي مغلف بغلاف كتب.

وكأننا أمام نسخة أميركية من مسرح برنارد شو، حيث يمتزج الجِدّ بالهزل، وتتحول المنابر السياسية إلى واجهات تجارية.

في النهاية، قد يكون كتاب إريك بالفعل جديرًا بالقراءة، وقد يستحق المرتبة الأولى. لكن الثابت أن ما يلفت النظر أكثر من الكتاب نفسه هو طريقة تسويقه، وحقيقة أن منصة يُفترض أن تكون ميدانًا للحوار العام، تُستخدم اليوم وكأنها إعلان مُثبت لدار نشر عائلية.

اقرأ أيضًا: كيف أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شائعات وفاته؟!

ليما الملا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *