اليوم الأول من فبراير/شباط هو “يوم الحجاب العالمي”. حيث تتجسد قيمة الفعاليات في رفع الوعي وتعميق الفهم حول الحجاب. تأتي هذه الفكرة النبيلة من “ناظمة خان”، المقيمة في نيويورك، التي نظمت هذا الحدث لأول مرة في عام 2013. إن الهدف الرئيسي لهذا اليوم العالمي هو جذب مليون مشارك من جميع أنحاء العالم تحت شعار “توعية أفضل، فهم أعمق، سلام للعالم”.
تهدف “ناظمة خان” بشكل رئيسي إلى تغيير الصورة النمطية المرسخة حول الحجاب، مشجعة النساء من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية لاكتساب فهم أعمق لهذا الرمز الديني. تعكس جهودها الرغبة في تعزيز التسامح الديني ورفع مستوى الوعي بأن الحجاب ليس مجرد تغطية للرأس، وإنما يمتد ليشمل الجسم بأكمله.

يظهر تحدي ناظمة خان الشخصي في مواجهة سخرية البعض بسبب ارتدائها الحجاب، حيث استمرت تلك الصراعات منذ وصولها إلى الولايات المتحدة في سن الحادية عشر. هذه التجربة الشخصية أثرت على قرارها بإطلاق “يوم الحجاب العالمي”، إذ تسعى لجعل هذا اليوم فرصة للتعبير عن التسامح ورفض التمييز الديني.
في عصرنا الحالي، نجد نجمات وإعلاميات يمارسن عملهن بكل سهولة ودون قيود بالحجاب عبر شاشات التليفزيون والسينما. ونجد كذلك الكثير من النجمات العربيات اعتزلن في أوج الشهرة والعطاء الفني بسبب تقدم السن أو المرض أو تقربهن إلى الله. كما اختلفن في توقيت ارتدائهن الحجاب والعودة إلى التمثيل أو الالتزام بالاعتزال.
الفنانة اللبنانية أمل حجازي قدمت تفسيرًا لارتدائها الحجاب في يوم عرفة، حيث عاشت صراعًا بين الدين والفن واختارت السعادة. هذا التفسير ليس جديدًا في الوسط الفني، حيث سبقتها الكثير من الفنانات في هذا القرار. بعضهن انتقلن من العري والإغراء إلى الاحتشام والتقوى، بينما امتنعت البعض الآخر عن الظهور في أعمال أو إطلالات إعلامية.

بشكل غير متوقع، قررت الفنانة هالة فاخر ارتداء الحجاب في عام 2010 واعتزال التمثيل. لكن بعد ذلك، عادت للتمثيل وقامت بالعديد من الأدوار بشعر “مستعار” لتتمكن من تقديم الدور دون تأثير على حجابها.

بعد فيلم “كامل الأوصاف” عام 2006، أعلنت الفنانة حلا شيحا اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، ثمّ عادت بعد سنواتٍ طويلةٍ إلى الفن وخلعته!

في عام 2005، ظهرت الفنانة حنان ترك مرتدية غطاء الشعر في مسلسل “أولاد الشوارع”، وبعد ذلك أعلنت ارتداء الحجاب وواصلت العمل الفني. في أغسطس 2012، أعلنت اعتزال الفن وتفرغت تمامًا لأسرتها وأولادها. ومؤخرًا، ظهرت في مناسبة برفقة زوجها وهي ترتدي قبعة بدلاً من الحجاب التقليدي، مما أعاد إثارة التساؤل حول مدى استعدادها للعودة للوسط الفني.
منذ ارتداء الحجاب عام 2001، تميزت الفنانة منى عبد الغني بالالتزام التام بالحشمة وهي ترتدي الحجاب، وحصلت هذا العام على لقب “أفضل ممثلة ظهرت بالحجاب في التلفزيون”. استطاعت لبس الحجاب بشكل راقي ومهني، مما جعلها الأقل تعرضًا للانتقاد بين الفنانات المحجبات.

بعد نجاح مسلسل “أم كلثوم” عام 2000، اعتزلت الفنانة صابرين لفترة وارتدت الحجاب، مشيرة إلى أن نجاح المسلسل أثر على قرار ابتعادها عن الفن. بعد سنوات، عادت للتمثيل مرتدية الحجاب، لكنها استخدمت الشعر المستعار خلال تصوير أعمالها الفنية كمحجبة، مما أثار الجدل بين جمهورها.

في عام 1997، اعتزلت الفنانة المصرية سهير البابلي بعد ارتدائها الحجاب، مُعَتِرِفَةً بأنها عانت مادياً بعد ذلك. عادت إلى الفن في رمضان 2005 بمسلسل “قلب حبيبة” الموجه بشروط صارمة تحت عنوان “الفن الهادف”. أرجعت سبب ارتدائها للحجاب إلى ابنتها، مشيرة إلى أنها تشعر بالإحراج من ابنتها بعد ارتداء الحجاب قبلها.

لنرجع معاً إلى زمن الفن الجميل، اختارت بعض النجمات الاعتزال وارتداء الحجاب، مثل الفنانة شمس البارودي التي اعتزلت بعد زواجها من الفنان حسن يوسف وابتعدت بشكل كامل عن الأضواء.
بعد تقديمها فيلم “لا تسألني من أنا”.

بعد ارتدائها الحجاب في عام 1993، شاركت الفنانة سهير رمزي في العديد من الأعمال، بما في ذلك مسلسل “قصر العشاق” الذي عرض في رمضان الحالي. تؤمن بأن الحجاب لا يتعارض مع التمثيل، ورفضت تماماً ارتداء الباروكة على عكس بعض الفنانات. ظهرت صورة لها بشعرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وردت على الانتقادات قائلة: “حجابي أمر شخصي، أنا لست محجبة ولكني محتشمة”.

بعد أن كشفت الفنانة عفاف شعيب عن أسباب ارتدائها الحجاب في عام 1992، قالت إنها جاء بعد رؤيا لها في المنام أثناء رحلة علاج مع والدتها في أمريكا. عادت للتمثيل مرة أخرى، وتمسكت بارتداء الحجاب في جميع أدوارها بشدة.

قررت الفنانة الراحلة شادية ارتداء الحجاب واختفت عن الإعلام، ورفضت الظهور في البرامج واللقاءات حتى وفاتها. تُعد الفنانة شادية واحدة من أشهر الفنانات اللاتي قررن الاعتزال وعدم العودة نهائياً للفن. على الرغم من تكريمها في العديد من المهرجانات، فضلت عدم الظهور مرة أخرى خاصة بعد ارتدائها الحجاب منذ عام 1986. من بين المقولات الشهيرة التي قالتها بعد اتخاذها لقرار الاعتزال: “لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام بعد أن اعتاد الجمهور رؤيتي في دور البطلة”.

بعد عودتها من أداء العمرة في عام 1984، قررت الفنانة شمس البارودي الاعتزال قائلة إنها رأت الرسول فأعتزلت التمثيل وارتدت الحجاب، ثم ارتدت النقاب، ثم خلعته وعادت لارتداء الحجاب حتى اليوم. على الرغم من تلقيها عروضًا للعودة للتمثيل محجبة، إلا أنها رفضت تمامًا وأكدت التزامها بقرارها حتى النهاية. في هذا العام، ظهرت شمس البارودي التي تبلغ من العمر 71 عامًا برفقة زوجها الفنان حسن يوسف، وتظهر بملامح متغيرة تمامًا نتيجة تقدمها في السن.
في ريعان شهرتها، تركت الفنانة مديحة كامل عالم التمثيل وارتدت الحجاب، واعتزلت العمل في المجال الفني في أبريل 1992 بعد فيلم “بوابة إبليس”. رفضت العودة للتمثيل حتى وفاتها عام 1997.

بعد ولادة ابنها الثاني رامي عام 1990، قررت الفنانة الراحلة هالة فؤاد ارتداء الحجاب والابتعاد عن التمثيل، وقررت التفرع لحياتها الزوجية وعبادة الله.

وهناك بعض اللقطات لنجمات من زمن الفن الجميل وهن يرتدين الحجاب، من بينهن الفنانة الراحلة سعاد حسني.

أمينة رزق، إحدى أشهر الفنانات الذين أتقنوا دور الأم في السينما المصرية، ولذلك كانت ترتدي الحجاب في العديد من أدوارها.

باختصار، “يوم الحجاب العالمي” يمثل منصة هامة لنشر الوعي وتعزيز التسامح الديني، موفراً فرصة للاحتفاء بتنوع الثقافات والمجتمعات. فلنشجع المشاركة في هذا الحدث العالمي ونساهم في تغيير النظرة النمطية حول الحجاب وتحقيق رؤية “توعية أفضل، فهم أعمق، سلام للعالم”.
كوليس تتساءل ما إذا كان يوم الحجاب العالمي يمكن أن يؤثر على رأي الناس حول الحجاب؟
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

