تُعد المادة 51 (الفقرة 7) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف أساساً لحماية المدنيين.
ومع ذلك، يشهد الواقع الحالي العديد من الانتهاكات لهذه القواعد من قبل العدو الإسرائيلي.
ما يحدث في لبنان وغزة يثبت وبوضوح مدى هذه الانتهاكات، حيث يستهدف العدو المدنيين غالباً كأهداف مباشرة أو غير مباشرة في حربه على لبنان وقطاع غزة.
إلى جانب ذلك، يستهدف العدو الصحافيين ويقتلهم، كما حدث مع الإعلامي محمد عفيف، والمصور غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا، والمصور وسام قاسم، والمصور الصحفي عصام عبد الله، ومراسلة قناة الميادين فرح عمر، وزميلها المصور ربيع المعماري، وآخرين.
اقرأ: فرنسا تحتج وتستدعي السفير الإسرائيلي لماذا؟! – فيديو
تشير تلك الانتهاكات إلى الفجوة الواسعة بين نصوص المعاهدات الدولية والتطبيق العملي لها على أرض الواقع.
يُعد التعقيد السياسي والمصالح الاستراتيجية المتضاربة بين الأطراف المتنازعة من الأسباب الرئيسية التي تعيق تفعيل هذه المعاهدات في الميدان.
تحظى المصالح العسكرية والسياسية بالأولوية، مما يؤدي إلى تهميش القوانين الدولية وتجاهلها من قبل عدو يخترق كل شيء.
اقرأ: كريغ موراي: هل تعلّقُ عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة في هذا التاريخ؟! – وثيقة
كذلك، يفتقر النظام الدولي إلى آليات تنفيذ فعالة لضمان التقيد بالالتزامات القانونية، مما يجعل من الصعب فرض تلك القواعد على أرض الواقع وتحديدًا على إسرائيل التي تدعي التزاماتها القانونية وهي لا تلتزم بشيء.
ومع ذلك، يبقى الالتزام من الدول والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاحترام هذه المعايير هو السبيل الوحيد لإحداث التغيير.
نشر التوعية العالمية وزيادة الوعي بشأن حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية يمكن أن يقلل من قدرة إسرائيل على مواصلة الانتهاكات دون أن تتحمّل المساءلة.
بالتأكيد، تُعد القرارات الأممية والمبادرات الدبلوماسية أساسية لتطبيق هذه المعاهدات بشكل عملي، وتحويلها إلى أدوات فعالة للحد من المعاناة الإنسانية خلال الحروب.
لذا، آمل أن يركز الصحافيون والإعلاميون على تسليط الضوء على المعاهدات الدولية التي تهدف إلى حفظ وحماية حقوق الإنسان، والعمل من أجل تفعيلها على أرض الواقع.
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

