ترامب وتهجير المسلمين الذين احتضنوا ليلى مراد اليهودية فكيف عاملناهم وكيف عاملونا! – تحقيق عن تاريخ اليهود والعرب

ترامب وتهجير المسلمين الذين احتضنوا ليلى مراد اليهودية فكيف عاملناهم وكيف عاملونا! – تحقيق عن تاريخ اليهود والعرب

أمام مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير أهالي غزة المسلمين والمسيحيين إلى مصر والأردن، عادت بي الذاكرة إلى حلقتي ضمن برنامج (أرشيف كوليس)، والتي صوّرتها عن الفنانة الكبيرة ليلى مراد، والتي عاشت بين المصريين كيهودية كما الآلاف، ولم تتعرّض يومًا للتهجير أو التنكيل أو الإساءة.

فيما أباد الألمان الملايين من اليهود عبر محرقة (هولوكوست)، أعطى العرب فرصةً لابنتهم اليهودية لتصبح واحدةً من أكبر وألمع نجمات العرب.

ولمن لا يعرف، فثمّة شوارع باسم اليهود، لا تزال كما هي ومراكز عبادة كما هي، فالذي غادر إلى فلسطين غادر بإرادته، ومن بقي بقي يحظى باحترامٍ كمواطن درجة أولى دون تفرقة.

نحن كرّمناهم، وهم يريدون تهجيرنا.

إقرأ: قرار ترامب بالتهجير سيسقط أمام أهل الأرض لهذه الأسباب!

وليلى مراد أكبر إثبات، تلك النجمة الساطعة التي أضاءت سماء الفن في مصر، كانت من أسرة يهودية، وتعيش في مصر بكل حب وود دون أن تواجه أي مضايقات.

وُلدت في القاهرة عام 1918، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة بصوتها العذب الذي أسر قلوب الملايين.

لم تكن ليلى مجرد مغنية فقط، بل كانت أيضًا ممثلة موهوبة، وظهرت في أفلام متنوعة منها “غزل البنات” و”ليلى بنت الأغنياء”، حيث أبدعت وأدخلت البهجة إلى دور السينما والمنازل.

ما ميز ليلى مراد أنها لم تشعر يومًا برغبة في الهجرة بالرغم من أن أصولها اليهودية قد تكون دافعًا للبعض للرحيل.

كانت مصر وطنها الحقيقي، ولم يكن للديانة تأثير على شعبيتها بل بقيت قوية.

في خطوة جميلة، اعتنقت ليلى الإسلام في عام 1946، لكن بقيت محبتها لمصر وأهلها ثابتة لا تتغير.

لم تكن ليلى الوحيدة؛ فقد اشتُهر أخاها، منير مراد، كملحن ومبدع، إلى جانب عازف الكمان الشهير أبراهام يحيى.

هؤلاء الفنانون ظلوا في مصر، يعيشون بسلام ويبدعون في مجالاتهم، ليظهروا لنا أن الفن يعبر عن مشاعر إنسانية تتجاوز الاختلافات.

حيث كانوا جميعًا يجسدون صورة مصر الثرية بثقافاتها وتنوعها الرائع.

مصر، منذ القدم، كانت بوتقة انصهار ثقافية، احتضنت المسلمين والمسيحيين واليهود تحت راية واحدة من التسامح والتنوع.

ليلى مراد وزملاؤها يذكروننا بأهمية قبول الآخر والعيش معه بسلام، وهو درس لا ينبغي للعالم نسيانه.

على الرغم من أن دولاً مثل الولايات المتحدة تعتبر رمزًا للحرية والديمقراطية، فقد شهدنا في بعض الفترات محاولات لتفريق وتهميش الأقليات والمهاجرين.

على سبيل المثال، سياسات الرئيس دونالد ترامب أثارت جدلاً كبيرًا حول قضايا الهجرة والتفرقة. هذه المواقف تذكرنا بأهمية تعزيز القيم الإنسانية التي تحتفي بالتنوع وترفض التمييز، مثلما فعلت المجتمعات في مصر على مر العصور.

أنور العواضي 

0
0

المشاركات الشهيرة

سلافة معمار بطلة الخائن هكذا تعامل الطفلة (زينة) في الكواليس ومن تكون الطفلة ومعلومات لأول مرة عنها! – فيديو

Taylor Swift’s Super Tuesday Urge to Vote Sparks Debate! – Document & Photo