ما هو السر وراء نجاح مستر بيست؟ .. خطة عبقرية لمن يريد النجاح بصناعة المحتوى!
قد تشاهد حلقة “مستر بست” عن الأهرامات فتذهلك المشاهدات التي وصلت إلى 50 مليون مشاهدة خلال يوم واحد فقط. هنا بلا شك سيثير فضولك للدخول إلى قناته لتكتشف من هذا العملاق، فتجد أن الفيديو الرائج حصد أكثر من 745 مليون مشاهدة. فهل هذا معقول؟
من المعلوم أن أغلبنا درس تاريخ الفراعنة لعدة سنوات، ولكن هل استفدنا كما فعل مستر بيست في الفيديو القصير جداً؟
إقرأ: مستر بست في الأهرامات.. اكتشافات مذهلة ومعلومات صادمة!
إجابة السؤال السابق نفسها فكرة هذا المقال الذي سأقدمه عبر صحيفة “كوليس الكويتية”، والتي نحرص من خلالها على إثراء المحتوى العربي وإلهام كل من يرغب في الدخول في هذا المجال المربح جداً.
في البداية، قد يظن البعض أن صناعة المحتوى والنجاح أمرٌ يأتي عن طريق الصدفة.
لكن، من يظن ذلك نقول له: خفف من ظنك، لأن هذا نادر والنادر لا يُعوَّل عليه.
فما هو السر إذًا؟
سر النجاح في العمل الإعلامي، أو ما يُسمى اليوم بصناعة المحتوى، يكمن في التخطيط الجيد للرسالة الإعلامية، ويجب أن يمر التخطيط للرسالة، أيًا كان نوعها، بعدة مراحل. سنذكر منها مرحلتين وسنحلل على ضوئها فيديو “مستر بيست”.
أول مرحلة هي التخطيط للرسالة (مرحلة ما قبل الإنتاج): لنكن على علم أن مستر بيست خطط للرسالة على مدى عشرات الأيام، واستعان بخبراء، وتدرّب على ما سيقوله. كما ركز على كيفية استخدام لغة الجسد، وزوايا التصوير، وطاقم الإضاءة، ومن أين يبدأ وأين ينتهي. فهذه المرحلة تجعل الإعلامي واعيًا بكل شيء سيقوم به على المستوى المرئي، والمسموع، والمقروء، مثل حركة الكاميرا، زوايا التصوير، لغة الجسد، البروفات والتدريبات، استخدام اللغة واللهجة المناسبة للمحتوى، ونوعية المونتاج الذي سيساعد على إيصال الرسالة وترتيب المشاهد بشكل منطقي.
أما المرحلة الثانية: فهي مرحلة الإنتاج، هذه المرحلة نتيجة للمراحل السابقة (ما قبل الإنتاج). وهنا، كان مستر بيست وفريقه الرائع مدركين بكل ما سيقومون به.
ولو لاحظنا الحلقة، سنجد أنها احتوت على الكثير من المشاهد في أقل قدر من الثواني، وقدّمت أكبر قدر من المعلومات في أقل قدر من الكلمات.
بعيدًا عن الإطالة، فإن ما نريد قوله أن الكثير من صناع المحتوى أو حتى المشاهدين، يظنون أن الأمر يتم بعفوية مطلقة وهذا غير صحيح. فالأمر يتم بطريقة مدروسة بعمق لكل محتوى تراه وتحسبه “بسيطًا”، لأن حتى تقديم “المحتوى الفكاهي” يحتاج إلى تخطيط.
بمعنى آخر، حتى “البساطة” تتطلب محترفًا يقنع الناس بها، إذا جاز لنا التعبير بذلك!
قبل أن تقدم المحتوى، ادرس الكلمة؛ لأن لها أثرًا وقد تُشعل حربًا بسبب كلمة.
ادرس من جمهورك وكيف سيتفاعل مع الرسالة من ناحية عرفية، واجتماعية، ودينية. فالرجل يختلف عن المرأة والطفل يختلف عن الشاب، وكل فئة تتأثر بطريقة مختلفة. ثم ما هو الهدف من تقديمك للرسالة؟
ولو لاحظنا “مستر بيست”، فسنجد أنه قدم الحلقة بطريقة راقية وسلسة بدون تشويش واحترم فيها الثقافة العربية، على مستوى الكلمات والمشاهد والأسلوب، واستطاع أن يقدم لنا معلومات لا تعد ولا تحصى في فترة قصيرة بعد تخطيط استمر لعشرات الأيام!
هدف مستر بيست كان الترويج لقناته بشكل كبير جدًا على مستوى الوطن العربي والعالم، بينما كان هدف مصر هو الترويج للسياحة. وهذا هو المحتوى الرائع الذي يجلب المنفعة.
أنور العواضي