محمد أبوعبيد… صوت يوقظ الضمير الإنساني من قلب غزة
لم يعد الإعلامي محمد أبوعبيد مجرّد ناقل للأخبار أو راوٍ للوقائع، بل اختار أن يكون ضميرًا حيًّا يصرخ باسم المظلومين، ومنصة إنسانية توثّق معاناة المحاصرين في غزة وتضعها أمام أعين العالم.
من خلال مبادرات إعلامية جريئة ومحتوى بصري مؤثر، استطاع أن يجبر المتابعين على التوقف والتأمل، بل وعلى إعادة النظر في قسوة المشهد الإنساني الذي يعيشه أهل القطاع.
اليوم، عاد الإعلامي المخضرم محمد أبوعبيد ليهز القلوب بمنشور حمل كلمات قليلة لكنها ثقيلة المعنى: “هي تحكي – من دون أن تحكي – مأساة التجويع”.
أرفق هذه الجملة بمقطع فيديو لطفلة لا تتجاوز الرابعة من عمرها، جالسة وسط فوضى المكان، بوجه يعلوه الحزن ودموع تنهمر في صمت.
بين يديها وعاء فارغ وملعقة، تحركها مرارًا وكأنها تنتظر معجزة تملؤه بالطعام، بينما جسدها الصغير يئن من الجوع… والعالم يكتفي بالتفرج.
هذا المشهد لم يكن مجرد لقطة عابرة في زمن الحرب، بل شهادة حيّة على جريمة صامتة يرتكبها الحصار والتجويع بحق أبرياء لا ذنب لهم. كانت الطفلة، بصمتها، تقول للعالم: “ارفعوا الظلم… دعوني أعيش طفولتي.”
صمت أبلغ من الكلام
ملامحها البريئة ودموعها الحارقة كانت كافية لتروي قصة كاملة عن الحرمان، عن طعام غائب، وأمل معلق بمعجزة قد لا تأتي.
لم تكن مجرد طفلة جائعة، بل رمز لجيل يُسلب منه حقه الأساسي في الحياة. كل حركة للملعقة في الوعاء الفارغ كانت ترجمة بصرية لمعنى القهر، وطلبًا غير منطوق لرحمة غابت.
رسالة تتجاوز الحدود
مبادرات محمد أبوعبيد الإعلامية هي ليست مجرد توثيق للأحداث، بل محاولات متواصلة لدق ناقوس الخطر، وإيقاظ الضمير العالمي من سباته.
فخلف الأرقام والإحصائيات هناك وجوه صغيرة وقلوب بريئة وأحلام لم تتعلم بعد معنى السياسة، لكنها تدفع ثمنها غاليًا.
هذه الطفلة، ومن مثلها كُثر، تذكّرنا أن الجوع لا ينتظر المفاوضات، وأن الألم لا يتوقف عند حدود الجغرافيا.
إنها دعوة مفتوحة لكل إنسان، وكل صاحب قرار، أن يتحرك قبل أن يتحوّل الصمت العالمي إلى شريك في الجريمة.
تتقدّم منصة كوليس بجزيل الشكر والتقدير للإعلامي محمد أبوعبيد على مبادراته الإنسانية والإعلامية المميزة، وجهوده المتواصلة في تسليط الضوء على القضايا العادلة وإيصال صوت المظلومين إلى العالم.
اقرأ أيضًا: بيرني ساندرز يهز واشنطن ويفتح ملف الدعم الأمريكي لغزة
ليما الملا