جيمي كيميل يعود إلى الشاشة: ما وراء الكواليس وما خسرته ديزني
بعد أسبوع صاخب من الجدل السياسي والإعلامي، يعود برنامج Jimmy Kimmel Live! إلى شاشة ABC، التابعة لشركة ديزني، ابتداءً من ليلة الثلاثاء.
عودة كيميل لم تأتِ فقط بعد نقاشات داخلية بينه وبين الإدارة، بل أيضاً نتيجة خسائر ضخمة تكبدتها ديزني في البورصة وضغوط جماهيرية غير مسبوقة.
لماذا تم إيقاف البرنامج أساساً؟
القصة بدأت في 10 سبتمبر، عندما تعرّض الناشط اليميني تشارلي كيرك لعملية اغتيال صادمة أثناء محاضرة بجامعة في يوتا. وفي أعقاب الحادث، تناول كيميل الموضوع عبر برنامجه موجهاً انتقادات لاذعة للرئيس.
دونالد ترامب وأنصاره من حركة MAGA، واصفاً ردودهم بأنها محاولة سياسية لاستثمار الجريمة. تصريحاته أثارت عاصفة من الغضب في الأوساط المحافظة، دفعت محطات كبرى مثل Nexstar و Sinclair إلى سحب البرنامج، قبل أن تعلن ABC رسمياً تعليق عرضه في 17 سبتمبر.
ما قصة الخسائر التي هزّت ديزني؟
القرار لم يمر مرور الكرام. خلال أيام قليلة، خسرت ديزني ما يقارب 5 مليارات دولار من قيمتها السوقية، بينما انتشرت على منصات التواصل حملات مقاطعة تحت وسوم مثل #CancelDisney و #CancelABC.
كثير من المشتركين أعلنوا إلغاء اشتراكاتهم في Disney+ و Hulu، معتبرين أن الشركة تخلّت عن حرية التعبير لصالح إرضاء الضغوط السياسية.
حتى مشاهير هوليوود شاركوا في الحملة، منهم الممثل ميشا كولينز الذي أعلن مقاطعته لديزني، فيما وصفت أنجلينا جولي ما حدث بأنه تهديد خطير لحرية التعبير في الولايات المتحدة.
لماذا أعادوا البرنامج الآن؟
في بيان رسمي، برّرت ديزني قرارها الأول بأنه جاء لتجنّب “تصعيد التوتر في لحظة حساسة”، لكنها أوضحت لاحقاً أنها أجرت محادثات مطوّلة مع كيميل، توصلت بعدها إلى قرار بإعادته.
ومع ذلك، يؤكد خبراء الإعلام أن الدافع الأساسي لإعادة البرنامج اقتصادي بحت: الضغوط من الجمهور والمستثمرين وخطر خسارة المشتركين جعلت ديزني تتراجع سريعاً.
البروفيسورة سوزان كامبل من جامعة نيو هافن علّقت قائلة:
“المستهلكون مارسوا حقهم في حرية التعبير بإنهاء اشتراكاتهم. وهذا ما أجبر ديزني على إعادة النظر”.
متى وأين يمكن مشاهدته؟
يُستأنف برنامج Jimmy Kimmel Live! في موعده المعتاد عند 11:35 مساءً بتوقيت نيويورك (6:35 صباحاً بتوقيت الكويت) على قناة ABC، مع إتاحة المشاهدة عبر موقع abc.com وخدمة Hulu.
لكن المفارقة أن بعض المحطات التابعة لشركة Sinclair أعلنت أنها ستستبدل البرنامج بنشرات إخبارية محلية، في خطوة تؤكد استمرار الانقسام حول كيميل.
بين حرية التعبير وضغوط السوق
القضية كشفت هشاشة التوازن بين حرية الإعلام ومصالح الشركات الكبرى.
تعليق برنامج كيميل أثار نقاشاً دستورياً واسعاً حول التعديل الأول في الدستور الأميركي، بينما رأى كثيرون أن ما جرى كان “تجاوزاً” من لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) التي دخلت على الخط بدعوات لفرض عقوبات على ديزني وABC.
في النهاية، يظهر أن عودة كيميل لم تكن مجرد انتصار شخصي لمقدم برنامج ساخر، بل دلالة على قوة الجمهور في عصر الاشتراكات الرقمية، حيث يستطيع المشاهد أن يفرض رأيه ليس فقط بصوته، بل أيضاً بمحفظته.
زبدة الكلام:
عودة جيمي كيميل إلى الشاشة تثبت أن الحرية الإعلامية والاقتصاد متداخلان أكثر من أي وقت مضى. فديزني، رغم قوتها كإمبراطورية ترفيهية، لم تستطع تحمّل خسارة مليارات وضغط المشتركين.
القصة لم تنتهِ هنا، بل قد تكون بداية مرحلة جديدة من الصراع بين الإعلام والسياسة ورأس المال.
اقرأ أيضًا: ترامب يعلّق على إيقاف برنامج جيمي كيميل
ليما الملا
