حين تتحوّل الكاميرا إلى اختبار حضور، لا يكفي أن يظهر الاسم ليُعرف، بل أن يثبت مع الزمن أنه قادر على الاستمرار والتأثير . فبعض الإعلاميين تصنعهم اللحظة، مثل الأعلامية هالة سرحان بينما يصنع آخرون مسيرة.
وهنا يتقدّم اسم الإعلامية هالة سرحان كواحدة من الأسماء التي لم تكن يومًا عابرة على الشاشة، بل شكّلت حالة إعلامية متكاملة امتدّت عبر سنوات طويلة من العمل والنجاح في الإعلام العربي.
منذ بداياتها، دخلت هالة سرحان المجال الإعلامي بثقة واضحة وشغف حقيقي، واستطاعت أن ترسّخ لنفسها مكانة خاصة في البرامج الحوارية.
لم تعتمد على الأسلوب التقليدي، بل قدّمت نموذجًا مختلفًا يجمع بين الجرأة والهدوء، وبين الصراحة والاتزان، وهو ما جعل حضورها لافتًا ومؤثرًا، ورسّخ اسمها ضمن ألمع الشخصيات الإعلامية في العالم العربي.
مسيرة هالة سرحان الإعلامية لم تكن خطًا واحدًا، بل رحلة مليئة بالتجارب والتحديات، واجهت خلالها تحوّلات كبيرة في شكل الإعلام ومضمونه.
ومع ذلك، بقي اسمها حاضرًا، لأن نجاحها لم يرتبط بزمن أو منصة، بل بشخصية إعلامية قادرة على التكيّف دون التخلّي عن هويتها أو ثوابتها المهنية.
تتميّز الإعلامية هالة سرحان بقدرتها على إدارة الحوار بثبات، وطرح الأسئلة بذكاء، وخلق مساحة مريحة للضيف دون أن تفقد عمق النقاش.
هذه العفوية المدروسة، إلى جانب خبرتها الطويلة في الإعلام التلفزيوني، كانت من أهم أسباب استمرارها وتألقها، وجعلت جمهورها يتابعها بثقة واحترام، لا بدافع العادة، بل بدافع التقدير.
عند تناول مفهوم القوة الإعلامية، تحضر نماذج عالمية مهمة، في مقدّمتها أوبرا وينفري، التي أعادت صياغة الحوار التلفزيوني بوصفه مساحة إنسانية صادقةوهو ما يتقاطع بوضوح مع تجربة هالة سرحان التي قدّمت برامجها كمنابر لقضايا تمسّ المجتمع لا كمجرّد منصّات للظهور.
كما تلتقي مع كريستيان أمانبور في الجدية المهنية وفرض الاحترام داخل الحوار، ومع باربرا والترز في القدرة على إجراء مقابلات متوازنة تجمع بين الجرأة والاحترام.
ما يجمع هذه الأسماء ليس الشكل ولا السياق، بل جوهر التجربة الإعلامية: حضور قوي بلا ضجيج، واستمرارية رغم تغيّر المنصّات، وقدرة على تحويل الحوار إلى قيمة وتأثير.
ورغم التغيّرات السريعة في المشهد الإعلامي العربي، وظهور المنصّات الرقمية التي فرضت إيقاعًا مختلفًا، حافظت هالة سرحان على حضورها، مؤكدة أن الإعلام الحقيقي لا يفقد قيمته مع تغيّر الوسائل.
فالاسم الذي بُني على تجربة ومهنية يبقى قادرًا على العودة والتأثير، مهما تبدّلت الأدوات وتغيّرت الأذواق.
نجاحات هالة سرحان لم تكن موسمية، بل تراكمية، تؤكد قدرتها على البقاء في دائرة الضوء دون افتعال، وعلى الاستمرار بقوة الحضور لا بكثرة الظهور.
واليوم، تواصل مسيرتها بثبات، مؤكدة أن الخبرة حين تقترن بالثقة تصنع نجاحًا طويل الأمد.
هالة سرحان ليست اسمًا إعلاميًا فحسب، بل تجربة مهنية متكاملة تعرف كيف تستمر، وتحافظ على حضورها وقيمتها، وتؤكد أن النجاح الحقيقي هو ذاك الذي يترسّخ مع الزمن ولا يفقد بريقه.
اقرأ أيضًا: نيشان يعود إلى الشاشة ببرنامج «نيشان X»… حوار جديد مع نادين نجيم على قناة الجديد
ليما الملا

منصّة كوليس منصة إخبارية فنية إجتماعية عربية مستقلة

