كيف غيرت الحركات الطلابية مجريات التاريخ وأطاحت بحكومات حول العالم! - صور
الحركات الطلابية

كيف غيرت الحركات الطلابية مجريات التاريخ وأطاحت بحكومات حول العالم! – صور

ربما يتصور البعض أن الحركة الطلابية التي تشهدها الجامعات حول العالم لمناصرة أهل غزة حادث وليد اللحظة، إلا أن الاحتجاجات الطلابية قد أعادت للذاكرة مدى تأثيرها على مر التاريخ الإنساني وتغيرها في كثير من الحالات مجرى التاريخ أكثرها إلى الأفضل ونسبة لا تذكر إلى الأسوأ.

اقرأ: ثورة الطلاب في أمريكا هكذا قلبت الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية! – صور

الشرارة الأولى لقيام الطلبة بالتمرد على تقييد حريتهم كانت في عام 1507 عندما ألغى الأساتذة في جامعة بادوا الإيطالية إجازات الطلاب للاحتفال بالكرنفال – وهو ما يعادل عطلة الربيع في القرن السادس عشر. وبدلاً من الاحتفال في مدينة البندقية، أمر الطلاب لحضور محاضرات عن أرسطو.

ورداً على ذلك، قام الطلاب بأعمال شغب، ودمروا قاعات المحاضرات وهاجموا أعضاء هيئة التدريس للتنفيس عن غضبهم. ويبدو أن هذا الشكل المبكر من النشاط الطلابي نجح لأن المدارس لم تحاول عقبها إلغاء عطلة الربيع مرة أخرى.

ولقرون عديدة، ظلت الحياة الطلابية بمثابة نقطة وميض للنشاط في الحرم الجامعي. فبعد عامين فقط من تأسيس هارفارد، احتجت الدفعة الأولى من الطلاب ضد عميد الجامعة ناثانيال إيتون لقيادته واعترضوا على ممارسة إيتون المتمثلة في ضرب الطلاب كشكل من أشكال التأديب, وكذلك اتهمت زوجته، المكلفة بإطعام الطلاب، بوضع مواد غير صالحة للأكل الإنساني في طعامهم. وفي عام 1639، نجح الطلاب في طرد عائلة إيتون بعد دعوى قضائية.

كما نجح النشطاء من الطلبة في معالجة قضايا أكثر خطورة مثل التمييز والمساواة, فحتى القرن العشرين، كانت العديد من الكليات والجامعات الأمريكية تسجل الطلاب البيض فقط, مما دفع طلاب الكليات والجامعات إلى المطالبة بزيادة التنوع في الحرم الجامعي وحماية أعضاء هيئة التدريس من التمييز.

واحتج الناشطون الطلبة أيضًا على القيود المفروضة على حرياتهم، والتي شملت حظر التجوال، والقيود على حرية التعبير، وسياسات “بناء الشخصية”. على سبيل المثال، في ستينيات القرن التاسع عشر، أوقفت كلية ويتون أحد الطلاب عن الدراسة بسبب انضمامه إلى جمعية سرية.

ثورة الطلاب

كذلك كان الطلبة ناشطون في حركة الحقوق المدنية، ومن أهم تلك الأمثلة في الستينيات من القرن الماضي، والتي احتج فيها طلاب الجامعات على الفصل العنصري وساروا من أجل الحقوق المدنية. “The Selma to Montgomery march.”

وفي عام 1960، عقد أربعة طلاب سود من جامعة ولاية كارولينا الشمالية (إيه آند تي) اعتصامًا في طاولة غداء “للبيض فقط”، الأمر الذي حث آلاف الطلاب للانضمام إلى حركة الحقوق المدنية. بالإضافة إلى الضغط من أجل سياسات مناهضة للتمييز، قام الناشطون الطلبة بتغيير ما يتم تدريسه في الكليات.

وفي جامعة سان فرانسيسكو، نجح الناشطون المناهضون للعنصرية في عام 1968 في الضغط على الإدارة لإنشاء أول قسم للدراسات الأمريكية الأفريقية في البلاد، واتخذ طلاب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس نهجًا مماثلًا في عام 1993، حيث استخدموا قوة نشاطهم لدفع الجامعة إلى إنشاء قسم دراسات خاص باللاتينين (التشيكانو).

 

احتجاج الطلاب
احتجاج الطلاب

ولعل أشهر عام للمظاهرات والاعتصامات الطلابية كان 1968 حيث انتشرت الاحتجاجات حول العالم وفي كثير من البلدان.

ففي فرنسا، أجبر الطلاب بعد تحالفهم مع نقابة العمال، وهذا ما جعل القائد الفرنسي الأسطوري شارل ديغول على تقديم استقالته، وفي الولايات المتحدة حيث كانت المظاهرات الطلابية في أوجها بسبب حرب فيتنام، قرر الرئيس وقتها ليندون جونسون عدم إعادة ترشيح نفسه جراء ما شاهده من غضب اتجاهه لمواصلته قتل الأبرياء الفيتناميين على حد قول الطلبة.

وفي عالمنا العربي كان هناك احتجاجات أيضًا في عام 1968 وفي مصر تحديدًا وقتها لم يقتنع الطلبة بالأحكام القضائية الصادرة ضد العسكريين الذين تسببوا في نكسة الـ67، ليجتمعوا مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر بإعادة محاكمة الضباط والعسكريين لينالوا بعدها الأحكام القانونية المناسبة للتهم الموجهة إليهم.

وفي هذا العام، شهدت الولايات المتحدة موجة من الاحتجاجات الطلابية الضخمة ضد الحرب الجارية على غزة، وقد امتدت هذه المظاهرات إلى مختلف المدن وشملت جامعات رئيسية مع رصد المئات من حالات الاعتقال وتوجيه انتقادات حادة بسبب الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.

بتصاعد حصيلة المعتقلين لأكثر من 2000 بعد سلسلة التظاهرات الجامعية التي تندد بالعدوان على غزة، إلى جانب الفوضى التي عمت UCLA. التساؤل المهم هو هل ستؤثر هذه الأحداث على السياسة الأمريكية؟

من المهم ان نضع في عين الاعتبار أن الحركات الطلابية اثبتت قدرتها كقوة فاعلة لا يجب الاستهانة بها أو تجاهلها، مبرهنة على أن الأجيال الجديدة قادرة على إحداث التغيير. فالتاريخ يعلمنا بأن في كل صراع بين جيلين، يميل الفوز عادة نحو الجيل الأحدث.

ليما الملا