الفنانة أحلام دائمًا تُبهر جمهورها، وتتألق بحضورها، وتظهر بإطلالاتٍ تجمع بين ثقافة الشرق والغرب، وهذا شيء معتاد عليه الجميع. ولكن هذه المرة، جمعت بين الجمال، الثقافة، الفن، التراث والحب في مكان واحد ومناسبة واحدة، وهي يوم التأسيس السعودي.
وكما أنَّ لكلِّ مقام مقال، فإن لكل حضور طلة تعكس معانٍ أعمق مما هي مجرد زينة أو موضة. وهذا ما فعلته أحلام عندما ارتدت زيًا يجمع بين التراث الأصيل والفن الجميل، في الاحتفال الـ94 ليوم التأسيس السعودي.
ولو نظرنا إلى وراء هذا الظهور المدهش والحضور الرائع للفنانة أحلام، لوجدناه يمثل ويختصر جوهر الفن بمختلف أنواعه ومعانيه، الذي يلتقي في النهاية في نقطة واحدة، وهي ارتقاء الشعوب وتقارب القلوب.
وبشكل أكثر تبسيطًا، الفنون مرتبطة ببعضها ومكملة لبعضها البعض. فمثلًا، فنان الرسم يرسم المدن، وفنان العمارة يبنيها، بينما فنان الموسيقى يحييها ويضيف لها روحًا من خلال لحن معين؛ يستطيع من خلال هذا اللحن أن يربط المدينة بشعور معين يرتبط بالسعادة أو الفرح أو التاريخ، بينما فنان التصوير يسوِّق لها فيجذب السياح إليها وينعش الاقتصاد.
فلا يفهم أحدنا أن الفن مرتبط فقط بالطرب والموسيقى. ولنكن على علم أن ليس كل من لديه صوت جميل هو فنان، فالفن إحساس صادق وفكرة نبيلة قبل أن يكون صوتًا جميلًا.
حقيقةً، لا تزال هناك الكثير من الكلمات والعبارات في جعبة أفكاري، ولكن كتب عليّ أن أمد قراء صحيفة “كوليس” الكويتية بالخلاصة المختصرة من خلال قولي: ما فرقه الزمن والفتن، قد يجمعه الفن. وما باعدته الأيام قد تقربه الأنغام. فالفن ليس وسيلة للجمع بين شعورين أو قلبين فقط، بل هو أيضًا وسيلة للجمع بين شعبين وثقافتين وعالمين.
فريق تحرير كوليس.