الصعود القوي لحركتي “Me Too” و”Time’s Up”.. صوت متجدد للعدالة والمساواة ونداء من جريدة كوليس إلى الصحافة العربية! – فيديو

الصعود القوي لحركتي “Me Too” و”Time’s Up”.. صوت متجدد للعدالة والمساواة ونداء من جريدة كوليس إلى الصحافة العربية! – فيديو

بدأت حركة “Me Too” في عام 2006 عندما استخدمت تارانا بيرك هذا الشعار للفت الانتباه إلى الانتشار الواسع للتحرش الجنسي والاعتداء.

وصلت الحركة إلى ذروة الاهتمام الإعلامي في عام 2017، عندما استخدم النساء والرجال على حدّ سواء وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة تجاربهم بإستخدام العنوان “#MeToo”، ما خلق حوارات ليس فقط وطنية وإنما انتشرت إلى العالم اجمع واصبحت عالمية فتطرح القضايا بقوة وتناقشها علناً.

بعد ذلك، تأسست حركة “Time’s Up” في يناير 2018 والهدف الأساسي من هذه الحركة القضاء على ثقافة الصمت وعواقبها الخطيرة والتي تتمحور حول التحرش الجنسي والاعتداءات والانتهاكات والاغتصاب، وخاصة في صناعة الترفيه.

تأسست هذه الحركة كرد فعل للفضائح المخزية والخطيرة لمنتج هوليوود هارفي واينستين وغيره من الشخصيات البارزة، عملت حركة “Time’s Up” على مساندة ودعم النساء في الوقوف ضد الاعتداءات والانتهاكات والاغتصاب.

حملة الحركة
حملة الحركة في الشوارع

هذه الحركة هي بمثابة السلاح في وجه العنف الخفي وهدفها الوصول إلى العدالة والمساواة في الأجور والفرص في جميع المجالات.

هذه الحركات هي بداية جديدة للتعامل كم آفة التحرش والاعتداء واعتبارها مشاكل جادة تتطلب تغييرًا جذريًا، لا سيما في الأماكن الأكثر عرضة للتستر وإخفاء تلك الممارسات الخطيرة.

تأسيس كل من حركة “Me Too” وحركة “Time’s Up” ساعد في بناء جسرًا نحو حقبة جديدة، تفتح المجال للقمع والظلم ان يتحول إلى صوت عالي، صريح وجريئ، وهذا حث المجتمعات والصناعات على الإعتراف بالمشاكل الخفية الخطيرة التي تهدد المجتمع والعمل على إصلاح تلك المشكلة والآفات التي تهدد سلامة الأشخاص.

بداية حركة “Me Too” كانت مجرد هاشتاغ في عام 2006 على يد الناشطة تارانا بيرك، ولحسن الحظ حققت هذه الحركة نجاحاً واسعاً وسريعاً في أكتوبر 2017، وخاصة عند نشر عدد كبير من النساء تجاربهن فيما يتعلق بالتحرش الجنسي والاعتداء، واعتمدت النساء على قوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والذي منح جرأة لنساء أخريات لكي يشاركنّ قصصهن الخاصة.

الانتشار والتمدد السريع لهذه الحركة العالميّة هدفها الجوهري إنهاء ثقافة الصمت والتكتم المحيطة بالعنف الجنسي مهما كان واينما كان، بداية من السلطات التنفيذية وصولاً الى الشوارع العادية.

من المهم ان نعلم ان حركة “Time’s Up”، التي أُطلقت في بداية يناير 2018، كانت استجابة مباشرة للتأثير الكبير لـ “Me Too”. ومؤسس هذه الحركة المهمة همّ مجموعة من النساء البارزات في صناعة الترفيه، كونوا جبهة موحدة للتصدي للتحرش الجنسي وعدم المساواة في الأجور في هوليوود.

التأكيد على المساندة والدعم القانوني للناجيات من التحرش والاعتداء الجنسي، حيث توسعت الحركة لتشمل دعم تحسين ظروف النساء العاملات في كافة المجالات وصولاً إلى الصناعات المختلفة وكافة المستويات الاجتماعية.

خلقت هاتان الحركتان تغييرات قانونية وإدارية واسعة النطاق، بدأت بإلغاء ثقافة الصمت للمتحرشين وتحولت إلى ثقافة المساواة وإحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفراد على الصعيد المهني والشخصي.

توسع صدى “Me Too” و”Time’s Up” ولم يقتصر فقط على صرخة ضد الظلم فيما يتعلق بمصطلح الجنس”الجندر”، إنما وصلت إلى أن تكون حركة ترسخ أسس جديدة في التعآمل مع الأفراد والمؤسسات فيما يتعلق بالنزاعات الجنسية والعنف بجميع أشكاله.

أحدثت حركتا “Me Too” و”Time’s Up” تأثير جذري وملحوظ على العديد من المستويات في المجتمع حول العالم وخاصةً في صناعات الترفيه، الإعلام، والسياسة.

بدأت حركة “Me Too” على يد تارانا بيرك واكتسبت شهره واسعة بالأخص عندما بدأت عدة نساء بعضهن من المشاهير مشاركة تجاربهن الخاصة بالتحرش والاعتداء الجنسي، وهذا أدى إلى خلق شعورًا بالتضامن وجعل الكثيرين يشعرون بالأمان والارتياح ويدفعهن للتحدث عن تجاربهن.

هذه النقلة الاساسية في الحوار جعلت القضايا الجنسية أمورًا لا يمكن تجاهلها، وهكذا تم دعم الضحايا والمطالبة بحقوقهن والعدالة لكل فرد تم انتهاك حقوقه.

على الصعيد الإجتماعي، أدى هذا الحراك إلى زيادة الوعي والتعرف اكثر على صور المضايقات والاعتداءات وعن كيفية حدوثها في أي بيئة عمل ومدى تأثيرها على الاشخاص بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو المهنية.

أما في المقابل، فإن حركة “Time’s Up” والتي برزت بعد ذلك، ركزت بشكل أوسع على القضاء على ظاهرة التحرش في بيئة العمل والتركيز على مناصرة المظلوم والوصول إلى المساواة في الأجور.

صورة رمزية
صورة تعبيرية

نجحت هذه الحركات نجاحاً واسعاً، وبهذا بدأنا نشهد تغييرات عديدة في قطاعات مختلفة وتحديداً في مجال صناع الترفيه. من التغييرات التي لمسناها تشكيل لجان للتحقيق في الشكاوى، تطوير برامج تدريبية لمنع التحرش، وتنفيذ سياسات حازمة لضمان بيئة عمل آمنة وبعيدة عن التحديات المهنية والاجتماعية.

في مجال الأجور، بدأت محادثات جدية حول تفاوت الأجور بين الجنسين، مما أدى إلى دعوات لتحقيق الشفافية في الرواتب والمكافأة.

كما طُرحت مسألة قلة عدد الطاقم النسائي من الممثلات وخاصة في المناصب القيادية وتم تنظيم جهود عديدة للوصول إلى زيادة عدد النساء في المناصب العليا.

رغم النجاح الذي تم تحقيقه، لا تزال هناك تحديات وامور كثيرة مازالت تحتاج تغيير. ومع ذلك، لا شك بأن “Me Too” و”Time’s Up” قد فتحتا الباب لمناقشات جديدة حول الإحترام والمساواة في المجتمعات الحالية.

تواجه حركتا “Me Too” و”Time’s Up” تحديات عديدة تشمل الانتقادات من مختلف الجهات والمخاوف بشأن مسألة تسرع المجتمع في إصدار الأحكام قبل صدور محاكمات عادلة.

يشير المنتقدون إلى مخاطر التعرض للإدانة العلنية بناءً على مزاعم لم تثبت بعد، والتي قد تؤثر على سمعة الأفراد ومهنهم دون إعطاء الفرصة للدفاع عن النفس أمام القضاء.

يرى البعض أن الحركة قد تكون لها تأثير سلبي على العلاقات بين الجنسين في العمل، حيث قد يتجنب الرجال الإتصال المهني مع النساء خوفاً من احتمالية الإتهامات الكاذبة. هذا بدوره قد يؤدي إلى تقليل فرص توظيف النساء والتواجد في محيط العمل.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه الحركتان نقداً يتعلق بالفصل بين الجرائم الجنسية الجسيمة مثل الاعتداء الجنسي والتحرشات الأقلّ شدة، وقد يتساوى التعامل مع الحالات المطروحة كافة بنفس الجدية، وبالطبع فإن هذا الأمر يمكن أن يقلل من العدالة الاجتماعية.

هناك أيضًا تساؤلات حول مدى شمولية هذه الحركات وقدرتها على معالجة قضايا التحرش والاعتداء بين جميع الطبقات الاجتماعية والثقافات المتنوعة والصناعات المختلفة، حيث يتم تسليط الضوء بشكل كبير على الحالات وخاصةً في الأوساط العليا اي صاحبة القرار، بينما تبقى الحالات في الأوساط الأقل نفوذاً مهمشة.

من التحديات المهمة كذلك مسألة الوصول للعدالة القانونية، حيث يُنظر في كثير من الأحيان إلى النظام القضائي على أنه لم يتكيف بعد مع التعقيدات المتعلقة بقضايا الاعتداء الجنسي والتحرش.

كما يواجه كل من يدعي بالاستغلال الجنسي والتحرش صعوبات في إثبات الإدعاءات بما يتماشى مع متطلبات الأدلة المتوفرة في المحاكم.

وأخيرًا، هناك تحدي يتعلق بتغيير الثقافة السائدة نفسها التي تتيح مثل هذه السلوكيات وتنميتها.

الحركة بحد ذاتها لا تستطيع القضاء تمامًا على المشكلة؛ بل تحتاج إلى تضافر جهود مجتمعية وتعديلات تشريعية وتعليمية لمكافحة الأسباب الجذرية للتحرش الجنسي والعنف ضد النساء.

استطاعت كل من حركة “Me Too” وحركة “Time’s Up” أن تحدث نقلة نوعية في قضايا التحرش الجنسي وعدم المساواة الجندرية من الخفاء والصمت إلى العلن والصدارة، وهذا دون شك خلق تغييراً جذرياً في كيفية التعامل مع هذه القضايا المصيرية.

“Me Too”، التي بدأت في عام 2006 وانتشرت بقوة عام 2017، أعطت الفرصة للضحايا لمشاركة قصصهم وكسر الصمت المحيط بالتحرش والاعتداء الجنسي. وفي أعقاب تلك الحركة، ظهرت “Time’s Up” للتصدي للتحرش في مكان العمل والدعوة إلى المساواة في الأجور، مما أدى إلى تركيز الضوء على انتشار الممارسات غير العادلة في البيئات المهنية.

الحركتان أحدثتا تغييرات ملموسة في السياسات والقوانين، وأدت إلى رفع مستوى الوعي بين الناس حول ما لا يُقبل في العلاقات المهنية والشخصية. نجاح تلك الحركات تمثل في تشكيل لجان تحقيق وتطبيق برامج للتدريب على مكافحة التحرش. تبلور هذا النجاح عندما بدأت العديد من الشركات في تبني سياسات شفافية الأجور.

إستمرار “Me Too” و”Time’s Up” سيزيد من الإصلاحات وتحقيق المزيد من المساواة والعدالة. ومع توسع نطاق الحركات، قد تشهد تحسينات في تنوع الأصوات المسموعة وتعزيز التضامن بين النساء من مختلف الخلفيات والثقافات.

كما نتمنى أن تستمر تاثير هذه الحركات ليس فقط على البيئات المهنيّة بل وعلى المجتمع بأسره. نحن بحاجة مستمرة لزيادة الوعي والتعليم حول القضايا الجندرية والحقوق المدنية، والأهم أن نستثمر في السياسات والممارسات التي تدعم حفظ الحقوق والشفافية.

تحمل كل من حركة “Me Too” وحركة “Time’s Up” قيماً وأهدافاً ذات أهمية عالمية، وبالتأكيد يمكن تعزيز هذه القيم في الدول العربية. في الواقع، العديد من الدول العربية تواجه تحديات تتعلق بالعادات والتقاليد فيما يتعلق بحقوق المرأة، والتحرش الجنسي، والمساواة في الأجور. وبما أن المجتمعات العربية لها خصوصيتها الثقافية والاجتماعية، إلا أن أهداف مثل دعم الضحايا، اضافة إلى تعزيز الوعي حول المضايقات، وكذلك المساواة في المعاملة والفرص المتاحة هي قيم يشترك فيها العالم ككل، ولهذا لابد من تفعيل هذه الحركات المهمه في المجتمع العربي.

دور الصحافة أساسي في تشجيع الحوار حول هذه القضايا المهمة.

هناك عدة نقاط نطرحها ولابد من العمل على تحقيقها للوصول إلى التصدي للآفات الخطيرة في المجتمع مثل التحرش والاعتداء الجنسي وغيرها من عدم المساواة والعدالة في الحقوق المشروعة. وإليكم النقاط الاساسية:

أولاً. إقامة منصات آمنة للنساء والرجال لمشاركة قصصهم وتجاربهم دون خوف من العار أو الإنتقام.
ثانياً. العمل على تطوير وتطبيق قوانين وتشريعات هدفها حماية الأفراد من التحرش والاعتداءات الجنسية وتضمن المساواة والعدالة في الأجور.
ثالثاً. العمل على زيادة الوعي وذلك من خلال حملات تثقيفية تركز على التنوع، الاحترام المتبادل، والتعزيز الإيجابي للعلاقات في مكان العمل.
رابعاً. العمل على تغيير طريقة التفكير وتغيير الصور النمطية التي تؤدي إلى التمييز وتجذير أنماط التحرش.
خامساً. دور المرأة في المجتمع مهمّ جدا فلابد أن ندعم المرأة لشغل المناصب القيادية وضمان الوصول إلى العدالة على المستوى المهني والمجتمعي ككل.

التكييف مع المستجدات والتطور مهم جدا وخاصة في الدول العربية. اعادة رسم استراتيجيات جديدة تواكب العصر وتتماشى مع حركتي “Me Too” و”Time’s Up” وذلك لضمان حقوق الأفراد في المجتمع. دور الصحافة مهم جدا في طرح الحوار المستمر، نشر الوعي، والتشجيع على التحدث علناً عن التحرش والإساءة وغيرها…

كل هذه الأمور سيكون لها دور أساسي في بناء حركات قوية تدعم المرأة وكل من يهضّم حقه في العمل او المجتمع.

تدعو كوليس الصحافة العربية للتكاتف والعمل إلى الوصول لضمان حقوق الأفراد في المجتمع كما هو الحال عند الغرب.

ليما الملا

حركة مي توو
حركة مي توو

 

0
0

المشاركات الشهيرة

سلافة معمار بطلة الخائن هكذا تعامل الطفلة (زينة) في الكواليس ومن تكون الطفلة ومعلومات لأول مرة عنها! – فيديو

Taylor Swift’s Super Tuesday Urge to Vote Sparks Debate! – Document & Photo