تحليل أبعاد التصعيد الإقليمي ودور قطر؟
الهجوم الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على اجتماع لحماس في الدوحة، وما تلاه من استهداف سفينة في تونس، لا يمكن فصله عن سياق التصعيد الإقليمي الأوسع.
لكنه أيضاً لا يعني – كما يحاول البعض تصويره – أن قطر أصبحت “نهاية دولة” أو أن خريطة الشرق الأوسط على وشك إعادة رسم شاملة.
قطر: من الهشاشة إلى القوة الناعمة
قطر أثبتت خلال العقدين الأخيرين أنها لاعب إقليمي مؤثر يتجاوز حجمها الجغرافي.
من استضافة المونديال إلى دورها في الوساطة بملفات معقدة، بنت شبكة تحالفات دولية جعلت المساس بأمنها مسألة تتجاوز حدود الخليج. أي محاولة لتقويض مكانتها تواجه جداراً من التوازنات السياسية والاقتصادية التي صنعتها.
استهدافات متناثرة لا “خريطة جديدة”
ما يجري في قطر، تونس، اليمن، العراق، سوريا ولبنان هو امتداد لاستراتيجية “الفوضى الموزّعة”، حيث يسعى الاحتلال لخلط الأوراق وإرباك الخصوم عبر ضربات متفرقة.
لكن هذا لا يرقى إلى مشروع حقيقي لتغيير الحدود أو إسقاط الدول.
بل على العكس، هذه الضربات تكشف عجزاً استراتيجياً يدفع تل أبيب لتصدير أزماتها الداخلية نحو الخارج.
القواعد الأمريكية والترتيبات المقبلة
البعض يزعم أن وجود قواعد أمريكية في قطر أو في دول أخرى دليل ضعف أو تهديد لمصيرها، لكن الواقع مختلف.
هذه القواعد ليست منفصلة عن الاحتلال ولا عن ترتيبات إقليمية مقبلة، بل تمثل شبكة مصالح متشابكة تجعل أي مساس بأمن تلك الدول مساساً بواشنطن نفسها.
من هنا يصبح الحديث عن “نهاية قطر” تبسيطاً مخلّاً يتجاهل طبيعة التوازنات.
النتيجة
الشرق الأوسط يمر بمرحلة اضطراب شديدة، لكن القول بأن قطر انتهت أو أن الخريطة تعاد صياغتها مبالغة تتجاهل حقائق القوة والسياسة. الأصح هو أن المنطقة تعيش صراع “إرهاق واستنزاف” لا “إعادة ولادة”.
اقرأ أيضًا: بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025
ليما الملا