ثلاث حلقات… ثلاثة أساليب: كيف قدّم نيشان ورودولف هلال وهشام حداد حوارات صنعت فرقًا؟
ثلاث حلقات… ثلاثة أساليب: كيف قدّم نيشان ورودولف هلال وهشام حداد حوارات صنعت فرقًا؟

ثلاث حلقات… ثلاثة أساليب: كيف قدّم نيشان ورودولف هلال وهشام حداد حوارات صنعت فرقًا؟

بعد عرض ثلاث حلقات حوارية لثلاثة إعلاميين، وجد كثيرون أنفسهم في حالة تردّد: أي حلقة تستحق المشاهدة أولًا؟ والحقيقة أن المقارنة هنا ليست مفاضلة بقدر ما هي قراءة لأساليب مختلفة، لأن كل إعلامي يملك طريقته الخاصة في الطرح، ونبرته الإنسانية، وعلاقته بالضيف. وأحيانًا، لا نختار الحلقة بسبب المقدم فقط، بل لأن الضيف يشغل فضولنا.

في هذه التجربة، تابع الجمهور ثلاث حوارات لافتة: نيشان مع ماغي بو غصن، رودولف هلال مع باسم ياخور، وهشام حداد مع مارلين نعمان. ثلاث لقاءات متباينة في الشكل، متقاربة في العمق.

في الإعلام العربي اليوم، حيث تتكاثر الأصوات وتتسارع الأحكام، تفرض بعض الأسماء حضورها لأنها لم تتعامل مع الحوار كمنتج سريع، بل كمساحة إنسانية تحمل فكرة ومسؤولية. هنا، يصبح الاختلاف عنصر غنى، لا سبب انقسام.

نيشان… الإصغاء بوصفه فنًا

نيشان لا يدخل الحوار بهدف الإحراج أو اقتناص العناوين، بل بهدف الفهم. أسئلته محسوبة، وإيقاعه هادئ، ويمنح ضيفه شعورًا بالأمان يجعله يقول ما لا يقوله عادة. هو إعلامي يعرف أن الكلمة قد تداوي كما قد تجرح، فيختارها بعناية. حضوره قائم على ثقافة واضحة وحس إنساني، يجعل الحوار أقرب إلى جلسة صادقة منه إلى برنامج تلفزيوني تقليدي.

رودولف هلال… حين تتحوّل المهنة إلى قناعة

في حوار رودولف هلال، يشعر المشاهد أن الصحافة ما زالت قادرة على أن تكون موقفًا. لغته متزنة، ونبرته هادئة، لكنه لا يبتعد عن الأسئلة الصعبة. هو لا يطارد الانتشار السريع، بل يبحث عن المعنى، ويؤمن أن احترام عقل الجمهور يبدأ من احترام الحقيقة. لذلك، يخرج المشاهد من حواره وهو يفكّر، لا وهو منجرف بالعاطفة فقط.

هشام حداد… الضحك الذي يترك أثرًا

أما هشام حداد، فاختار طريق السخرية الواعية. ضحكته ليست خفيفة، بل محمّلة برسائل واضحة. لا يقدّم نفسه كمرشد أو واعظ، بل كإنسان يرى التناقضات اليومية ويعبّر عنها بذكاء. يضحكك أولًا، ثم يتركك أمام أسئلة لا تختفي سريعًا. هنا، تتحوّل السخرية إلى أداة فهم، لا وسيلة هروب.

الخلاصة

قد تختلف الأساليب بين نيشان، رودولف هلال، وهشام حداد، لكن ما يجمعهم أعمق من الشكل: احترام الكلمة، احترام الجمهور، والإيمان بأن الإعلام مسؤولية قبل أن يكون ظهورًا. في زمن الصخب، تذكّرنا هذه التجارب أن الحوار الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بعمق الأثر الذي يتركه.

اقرأ أيضًا: هالة سرحان … مسيرة إعلامية لا تتوقّف ونجاحات مستمرة بقوة الحضور

اضغط هنا وشاهد

ليما الملا

 

ثلاث حلقات… ثلاثة أساليب: كيف قدّم نيشان ورودولف هلال وهشام حداد حوارات صنعت فرقًا؟
ثلاث حلقات… ثلاثة أساليب: كيف قدّم نيشان ورودولف هلال وهشام حداد حوارات صنعت فرقًا؟

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *